في سهرة الخميس، تمتع جمهور صفاقس بأحلى الأوقات وأمتعها مع العرض الفرجوي »الزيارة » للفنان سامي اللجمي، الذي احتضنه فضاء المسرح البلدي بصفاقس، وذلك ضمن فعاليات الدورة 27 لمهرجان المدينة.
وأقيم العرض وسط حضور جماهيري منقطع النظير امتلأت به مدارج المسرح البلدي بصفاقس. وتميز العرض بتصميم كوريغرافي متناغم مع أجواء الفن الصوفي والروحاني، وأضواء الشموع ورائحة البخور التي عبقت رائحتها في أرجاء المسرح البلدي، والاإبتهالات والمدائح وآيات من ذكر الله الحكيم، ومناجاة زوار المقامات والأولياء الصالحين.
وانطلق عرض « الزيارة »، بقيادة « سامي اللجمي »، رفقة فرقته المتألفة مما لا يقل عن 60 عنصرا، ليمتع الجمهور الحاضر من مختلف الأجناس والأعمار، ويحلق بوجدانهم في سماء الروحانيات، بلوحات وتعبيرات فنية صوفية روحانية، مستلهمة من الموروث الثقافي العربي الإسلامي، حضرت فيها « السناجق » و »التخميرة » وغيرها من العطور الفنية الروحانية، وذلك على مدى قرابة ساعتين من الزمن.
بأسماء مقامات وأضرحة الأولياء الصالحين الموزعة على كامل تراب الجمهورية، التي يعود تاريخها لأكثر من 15 قرنا، على غرار « أم الزين الجمالية » و »السيدة المنوبية » و »سيدي عبد القادر » و »سيدي عامر » و »صيد عقارب » … وغيرها، تغنت عناصر فرقة المايسترو « سامي اللجمي » بأغان جماعية وأخرى فردية وغيرها من النوبات واللوحات الفنية الراقصة، خطفت أنظار
الحاضرين، وألهبت وجدانهم، إلى حد التخميرة، منذ بداية العرض حتى نهايته.
ورغم أن عرض « الزيارة » للفنان سامي اللجمي، يعاود نفسه، إلا أنه يبقى متجددا ويصنع الفرجة ويسقطب عدد لافت من الجمهور ويخطف أنظارهم، كلما حل على ركح مسارح الجمهورية، وذلك بإعتماده على الفرجة والإيقاع، والحفر في الزيارة والمخزون الصوفي برؤية فنية معاصرة عبر المزج بين موسيقى الجاز والفلامنكو والنوبات الصوفية، ليبقى عرضا محفورا في الذاكرة ويستقطب عددا كبيرا من الجمهور على الدوام.
ورصدت وكالة تونس إفريقيا للأنباء انطباعات عدد من الحاضرين إثر نهاية العرض، حيث أجمعوا على جودة العرض من الناحية الفنية. كما عبّروا عن أهمية مثل هذه العروض في استحضار الجذور والهوية الثقافية والمحافظة على الموروث الشعبي المفعم بالملاحم والأنغام الصوفية والروحانية، بفضل عرض الزيارة، رغم أنهم واكبوا العرض في عدة مناسبات »، وفق تعبيرهم.
