يناقش، الثلاثاء، بالعاصمة مجلس المائة ضمن ضفتي المتوسط حوالي 200 مشروع اقترحها المجتمع المدني في خمس ورشات عمل قطاعية في إطار التحضير لقمة ضفتي المتوسط، المتوقع عقدها يوم 24 جوان 2019 بمدينة مرسيليا الفرنسية.
وترمي هذه المشاريع، التي تم تشخيصها ضمن فرق عمل شملت ممثلين عن الدول المتوسطية ال10 الى توفير فرص أكبر وأشمل لشباب المتوسط.
وتتعلق المشاريع بحسب رئيسة لجنة القيادة بمجلس المائة (يضم 10 أشخاص عن كل بلد متوسطي) ورئيسة فريق العمل التونسي، وداد بوشماوي، في تصريح ل(وات)، كل ما يهم الشباب والتكوين المهني والتربية والاقتصاد الرقمي والبيئة والطاقة والتهيئة الترابية والمحلية والصحة والثقافة والطاقة وحركة تنقل الاشخاص. وسيتم إنتقاء المشاريع والمبادرات القابلة للتحويل، التي تستجيب الى جملة من المعايير والمقاييس.
وأكدت بوشماوي، الرئيسة السابقة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، على ان خصوصية المبادرة، التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعطاء المجال للمجتمع المدني، في حوض المتوسطن لإقتراح وتشخيص المشاريع.
وأضافت أن المشاريع، التي ستتم مناقشتها طيلة اليوم « يجب ان تكون واقعية وقابلة للتفعيل على أرض الواقع » وأن تتجاوز البعد الوطني وتكون ذات بعد متوسطي.
وأضافت المتحدثة، الحائزة على جائزة نوبل لسلام في 2015، أن مجمل المشاريع، التي سيتم انتقاؤها في إجتماع تونس سيتم عرضها يوم 24 جوان 2019 في مرسيليا على أنظار وزراء خارجية بلدان ضفتي المتوسط والنظر في سبل تفعيلها.
ومن جانبها اعتبرت جوليا ماتشي رئيسة فريق العمل الإيطالي انه من ضمن أولويات العمل في البحر المتوسط مساندة حركة تنقل الشباب لإيجاد فرص أوسع لا سيما في مجال التشغيل ودعم التبادل بين الدول في مجال التربية والتكوين المهني وفي مستوى الجامعات علاوة على تعزيز التعاون بين المؤسسات الناشئة في ضفتي المتوسط.
وأشارت الى ان فرق العمل الايطالي منذ شهر فيفري بتشخيص محاور عمل يمكن الاشتغال عليها وتحويلها الى مسائل عملية وقابلة للتطوير.
وأضافت ان الفريق شخص من جهته 3 أولويات أساسية تتعلق بالشباب والتعاون المحلي وتوظيف الثروات الطبيعية مشددة على ان الندوة الختامية المنتظر عقدها في مرسيليا يجب ان تكون نقطة انطلاق جديدة في البحر المتوسط.
وبدورها لاحظت رئيسة فريق العمل المغربي آسيا بن صالح علوي، في تصريح ل(وات) أن أشغال مجلس المائة يجب ان تكون قائمة خاصة على الحوار مع الشباب ومزيد انخراط أكثر لممثلي المجتمع المدني في الاشغال.
وقالت أنه إنطلاقا من الحوار بين ضفتي المتوسط كان لزاما سرد تاريخ جديد ايجابي للمتوسط يتوجه نحو المستقبل يقوم الشباب بسرده مع استثناء الأطراف، التي تلقي بحتفها في البحر (في إشارة الى الهجرة غير النظامية).
وبينت المتحدثة ان مقترحات المشاريع المعروضة اليوم هي حقيقية وتستجيب الى الانتظارات الفعلية للشباب ولكل الفوارق (الجندرية والترابية والمساواة بين الرجل والمرأة).
ولم تخف رئيسة الفريق المغربي، من جانب اخر، قلقها بشأن صعود التطرف والإرهاب في المنطقة مما أدى الى حصول تباعد ملحوظ بين الضفتين، وفق رأيها.
واستدركت ان البحر المتوسط بحاجة الى تغيير جذري في اتجاه تركيز انموذج تنموي جديد قائم على اقتصاد مجدد واندماجي، لافتة الى ان قمة الضفتين (الشمالية والجنوبية) تمثل انطلاقة حقيقية ومسار جديد وبالإمكان حمل إجابات جديدة للمشاغل، التي تؤرق المنطقة.
واجمع رؤساء فرق العمل (تونس إيطاليا وفرنسا واسبانيا والمغرب وليبيا والجزائر وموريطانيا والبرتغال ومالطة) على ان هذه المبادرة أعطت دفعا جديدا للمجتمع المدني في البحر المتوسط بان يكون قاطرة وفاعلا في محيطه وبلورة أفكار مشاريع واقعية.
واكدوا على ان مجلس المائة، الذي يضم 10 اشخاص من كل بلد متوسطي عرفوا بالتزامهم بقضايا المتوسط وبخبراتهم، يمثل فضاء لتعميق التحاور والنقاش في قضايا مصيرية تهم مستقبل ضفتي المتوسط.
كما ابرزوا أن الهدف الاسمى من هذه المبادرة يجب أن يكون منطلقا جديدا للتعاون بين الضفتين وقائما على الشراكة المتكافئة والمتضامنة اخذة في الاعتبار ضمان حقوق الأجيال القادمة، أساسا.
يشار إلى أنه تم في إطار الإعداد لقمة ضفتي المتوسط، عقد خمس منتديات إقليمية تحضيرية تناولت مواضيع تتصل بالطاقة (الجزائر 8 أفريل 2019)، والشباب والتعليم والتنقل (مالطا 24 و 25 أفريل 2019)، والاقتصاد والقدرة التنافسية (المغرب 29 أفريل 2019)، والثقافة والإعلام والسياحة (مدينة مونبولييه الفرنسية 2 و3 ماي 2019) والبيئة والتنمية المستدامة (مدينة باليرمو الإيطالية 16 ماي 2019)
وينتظر ان تتوج اشغال اليوم لمجلس المائة بإعداد مذكرة حول الاستشارة الواسعة وتقديم « إعلان تونس ».