تحوّل حلم أصغر مربّية نحل ومبتكرة آلة استخراج سم النحل بولاية منوبة « هالة بوبكر » إلى سراب، بعد أن فقدت 30 بيت نحل خلال أسبوع، نتيجة مداواة عشوائية لمزرعة حبوب تابعة لأحد شركات الاحياء الخاصة بمنطقة برج الطويل بمعتمدية برج العامري، التي تعد مرتعا للنحل بعد ان تعودت على الرعي فيه منذ انطلاق مشروعها قبل 3 سنوات.
هالة ذات الـ24 عاما، هي طالبة في البيولوجيا الحيوانية بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيات البيئة ببرج السدرية، نسجت حلمها رويدا رويدًا، وحولت اختراعها في استخراج سم النحل ذو النجاعة الطبية العالية الى بداية مضيئة في مشوارها.
طورت مشروعها الصغير »نحّول » شيئا فشيئا، بتطبيق منظومة جديدة لتطوير تربية وإنتاج النحل، وارتفع اعداد ملكات النحل عالية الجودة، وتكاثرت وتضاعف عدد البيوت الى 30 بيتا، تكبدت عناء نقلها الى المراعي بين عدد من مناطق ولاية منوبة وسجنان رغم محدودية الامكانيات.
فقدت الباعثة الشابة منذ بداية الاسبوع المنقضي، 30 بيت نحل، حيث نفق أغلب النحل بها في ظروف غامضة، مشهد نزل عليها كالصاعقة بمجرد تفقدها الخلايا بعد عودتها من ولاية صفاقس محمّلة ببيوت جديدة كانت تنوي توزيع الخلايا عليها، وتوسيع مشروعها الذي اشع في العراق والجزائر ولاقى اهتمام اهل الاختصاص واعجابهم.
وأكدت في هذا الاطار، ان جيران ضيعة الحبوب أعلموها بقيام عمال شركة الاحياء بعملية مداواة دون اعلامها المسبق، الامر الذي ادى الى نفوق نحلها بأعداد كبيرة، والتسبب في تكبيدها خسائر مادية تفوق الـ08 آلاف دينار.
وأضافت، ان اصحاب الضيعات، مكان مرعى نحلها، تعودوا اعلامها لنقل البيوت الى مكان آخر للقيام بالمداواة، لكن هذه المرّة حصلت « كارثة بأتم معنى الكلمة »، فلم يتم اعلامها وانتهى الأمر بـ »منحلتها » بلا نحل وقضي على مشروعها قبل ان يرى النور.
وبمشاعر ألم وحسرة، تضيف هالة، ان « مصيبتها ليس في فقدان النحل بل في خلاص ديونها وقيمة القروض البنكية التي تحصلت عليها لتحسين مشروعها ولنسج حلمها »، وفق تعبيرها، موجهة نداء الى السلط الجهوية ومصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمنوبة للتدخل لإنقاذ مشروعها، ومساعدتها على النهوض من جديد من عثرتها.
من جهته، أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية، الهادي الحمروني، لـ »وات »، أنه ترأس لجنة خاصة تحولت على عين المكان، اليوم الاثنين، لمعاينة الحادثة التي تعرضت لها الباعثة الشابة، اذ تقرر فتح بحث فيها واخضاع النحل النافق الى تحاليل مخبرية لتحديد اسباب النفوق.
وأشار في ذات السياق، ان ادارة الشركة الموجود بها النحل نفت مبدئيا قيامها بمداواة في المكان، وهو ما سيتم التأكد منه مع مختلف اصحاب الضيعات المجاورة وعلى مساحات تصل الى مسافة 05 كلم.