نظمت الإطارات الطبيّة وشبه الطبية لقطاع الصحة العمومية والقطاع الخاص والعاملين بالمؤسسات الاستشفائية من إداريين وغيرهم، بولاية المنستير، اليوم الثلاثاء، « يوم غضب » تحت شعار  » منع سبيطارك..أنقذ حياتك »، ومسيرة سلمية احتجاجية نحو مقر الولاية، للتنديد بالوضع المتردي للمؤسسات الصحية العمومية.
ورفع المحتجون، لافتات طالبوا من خلالها بالمحاكمة القضائية الاستعجالية في حادثة وفاة زميلهم الطبيب بدر الدّين العلوي بالمستشفى الجهوي بجندوبة اثر سقوطه بفجوى احدى المصاعد المعطبة، معتبرين أنّه « مات مقتولا »، وفق تعبيرهم. وأكدوا أنّ « النضالات الطبية جزء من النضالات الشعبية من أجل صحة شعبية عصرية ولائقة ».
وأشارت الكاتبة العامة لنقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان للصحة العمومية بالمنستير، الدكتورة مريم العجرودي، لـ(وات)، الى أنّهم يساندون عبر هذا التحرك النقابي زملائهم الذين يتعرضون إلى الظلم نتيجة اهتراء البنية التحتية للمؤسسات الصحية، والتي أودت بحياة زميلهم الدكتور بدر الدّين العلوي، ويطالبون بتحسين وضعية المستشفيات الصحية، وتحسين ظروف العمل وتحسين التكفل بالمرضى.
وأضافت، أنّهم ينددون بالظلم الذي يمارس خاصة على الإطار الطبي الذي ضحى خلال جائحة « كورونا »، وبعدم ايفاء سلطة الإشراف بوعودها لتحسين ظروف العمل، وبالظلم الذي يسلط على أطباء الصحة العمومية عبر الأمر عدد 341 المتعلق بفرض اختصاص الطب العائلي على كلّ الأطباء مما « يجعل الأطباء العامين الموجودين حاليا في الصحة العمومية يتعرضون إلى ظلم ولذلك نطالب بحلّ سريح لتسوية وضعيتهم ».
وذكرت، من جهتها، الكاتبة العامة المساعدة للجامعة الجهوية للصحة والكاتبة العامة للنقابة الأساسية بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير، آمال السوسي، أنّهم ضدّ تهميش القطاع الصحي ولامبالاة السياسيين، لافتة إلى أنّ ميزانية وزارة الصحة قبل 2011 كانت 8 في المائة من ميزانية الدولة، واليوم 5 فاصل صفر 4 في المائة.
ولاحظت، في هذا الصدد، أنهم بصدد دراسة إمكانية تخصيص 50 مليون دينار إضافية للوزارة، وهو مبلغ لا يمكن أن يغطي العجز الذي يعانيه المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير والبالغ 65 مليون دينار، حسب تقديرها، قائلة إنّ القطاع الصحي يعمل اليوم بمنظومة 1978 التي لم يقع إصلاحها وأنّهم سبق وطالبوا بتحسين القطاع وقدموا مقترحات في الغرض.
من جانبه، اعتبر الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير، بلقاسم بن أحمد، أنّ « هناك خطة ممنهجة للتفويت في القطاع العمومي »، مضيفا قوله إنّ « مؤسسات الصحية العمومية لم تصل إلى مثل هذه الحالة المتردية جدّا وغير المسبوقة »، وأنّ « ما تقوم به الحكومات اجرام في حقّ الشعب لن يقع السكوت عنه »، وان النضال متواصل.