طالب عدد من الفلاحين المنتجين للطماطم بولاية نابل، بتعويض الخسائر التي لحقت محصولهم جراء انتشار مرض « الميلديو »، لما سببه هذا المرض من تلف للحقول وتقليص المردوية والجودة، إضافة الى أنه كبدهم خسائر مادية كبيرة نظرا للكلفة الباهضة للمداواة.
وأكد رئيس الجامعة الجهوية لمنتجي الطماطم بنابل، محمد بن حسن، اليوم الثلاثاء، في تصريح لـ(وات)، تضرر مساحات كبيرة من الطمامم بالجهة وخاصة بمنطقتي « لبنة » و »تافلون » من معتمدية الميدة، نتيجة انتشار مرض الفطريات المعروف بـ »الميلديو »، لافتا الى أن نسبة الاضرار قدرت في بعض الحقول بـ100 بالمائة، وفق تقديره
وبيّن، أن هذا المرض ناتج عن عدم استقرار العوامل الطبيعية أواخر شهر أفريل الفارط ونزول كميات من الأمطار وهبوب رياح قوية، مشيرا الى ان اعراض الاصابة بـ »الميلديو »، تكون على شكل بقع صفراء على أوراق النبتة وهو يلحق أضرار بالسيقان والاوراق والثمار ويمكن أن يقضي كليا على المحصول.
وقال بن حسن، أن منتجي الطماطم يعيشون أزمة مادية نظرا لارتفاع كلفة الانتاج وتراكم الديون، نتيجة الاقتراض عند بداية الموسم الفلاحي، مبرزا أن الاضرار الفادحة التي مست فلاحي الجهة تستوجب تدخل الدولة من خلال معاينة الاضرار من أجل التعويض للفلاحين.
ولاحظ في هذا الصدد، إمكانية استغلال المبالغ المتأتية من الأداءات المفروضة على الفلاحين المنتجين للطماطم والمتمثلة في اقتطاع 5 مليمات على الكغ الواحد من الطماطم في كل موسم، لتعويض خسائر الفلاحين. ودعا كافة المصالح الجهوية والمركزية لتعزيز مصالح الارشاد الفلاحي وخاصة بمعتمديتي قربة والميدة، نظرا لما تشهده من نقص على مستوى وسائل النقل والموارد البشرية، مشددا على اهمية منظومة الارشاد الفلاحي في تحسين الانتاج والانتاجية.
وبخصوص الترفيع في مبلغ السعر المرجعي للطماطم المعدة للتحويل، أفاد بن حسن، أن المفاوضات مستمرة بين الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، خاصة مع وجود اتفاق مبدئي حول الترفيع في السعر المرجعي بزيادة 24 مليما، مقارنة بالسنة الفارطة ليبلغ 195 مليما للكغ الواحد خلال الموسم الحالي.
من جانبهم، أكد عدد من الفلاحين، في تصريحات متطابقة لصحفية (وات) بالجهة، أن حقولهم لحقتها أضرار كبيرة جراء ظهور مرض « الميلديو »، واصفين الوضع بـ »الكارثي »، ولاسيما وأن بعضهم اضطر الى حراثة المحصول، على حد قولهم.
وبين « محمد يونس »، وهو فلاح بمنطقة « لبنة »، ان خسائر فادحة لحقت حقول الطماطم مما تسبب بدوره في خسائر مادية كبيرة لعدد من الفلاحين، الأمر الذي سيحول دون الإيفاء بالتزاماتهم تجاه المزودين ومؤسسات التمويل، مطالبا سلطة الاشراف بتمكنيهم من تعويضات لتجاوز هذه الأزمة.
وأضاف ذات المتحث، ان الفلاحين أصبحوا غير قادرين على سداد ديونهم باعتبار ان المحصول لايزال في مراحله الاولى ما يجعلهم في حاجة أكيدة لتدخل الدولة.
يشار الى أن المساحات المزروعة خلال الموسم الحالي، بلغت 5 آلاف و500 هكتار، مقابل 5 آلاف هكتار خلال الموسم الفارط.