اجرى وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، امس الاثنين، سلسلة من اللقاءات جمعته بوزراء خارجية السينغال والتشاد والطوغو، وذلك فعلى هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري الثامن الصيني-الإفريقي (فوكاك) المنعقد يومي 29 و30 نوفمبر الحالي بالعاصمة السنغالية داكار.
ووفق بلاغ صادر اليوم الثلاثاء عن وزارة الخارجية ، تناول اللقاء الذي جمع الجرندي بوزيرة الشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج في جمهورية السنغال »ايساتا تال سال »، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يوافق متانتها وعراقتها.
وأكّد الوزير على ضرورة أن تقوم الدول الافريقية بدورها كاملا على الصعيد الدولي وفي بلورة السياسات الدولية، خاصة وأن للقارة الإفريقية وزن هامّ من حيث عدد دولها وتعداد سكانها وما تزخر به من طاقات بشرية وثروات طبيعية هامة.
وأبرز اهمية الاستفادة من المرحلة الاقتصادية والتنموية الراهنة والدقيقة التي تمُرّ بها دول القارة جراء جائحة كوفيد-19 وغيرها من التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية للتعاون من خلال توحيد الجهود والرؤى في طريقة التعامل مع بقية الشركاء من منطلق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة.
ومن جانبها، نوّهت الوزيرة السنغالية بالتقارب في الرّؤى بين الجانبين حول مُجمل القضايا المطروحة على الساحتين الإفريقية والدولية.
واتّفق الجانبان على مزيد التشاور في هذا الشأن مع الدّول الإفريقية الأخرى ضمن فرق تفكير لوضع استراتيجيات مُتّفق عليها ترجع بالنفع على دُولنا حتى لا تظل دائما في موقع مُتلقّي الإعانات بشتّى أنواعها في حين أن الوضع الراهن يتطلب البحث في سُبل تنمية مستدامة أكثر نفعا.
وفي لقاء اخر، جمع وزير الشؤون الخارجية بوزيري خارجية التشاد شريف مهمات زين، والطوغو روبارت دوساي، تم استعراض جدول أعمال الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الافريقي المنعقد بالعاصمة السنغالية داكار.
كما تم بالمناسبة التباحث حول ضرورة وضع أجندة افريقية تتصل بعلاقات دول القارة مع الدول الكبرى، اجندة تستند إلى الحاجيات التنموية للدول الإفريقية وأولوياتها وعدم الوقوف عند الوعود التي لا تتحقق بحيث لا تبقى هذه اللقاءات مجرد مواعيد في رزنامة الاستحقاقات الدولية والإقليمية.
وتم الـتأكيد خلال اللقاء على وجوب أن تحدد القارة الافريقية حاجياتها من أجل التنمية المستدامة وعرضها على شركائها بكل وضوح وفقا لروزنامة دقيقة لمتابعة انجاز المشاريع المتفق عليها، فضلا على اهمية أن يكون إدماج القارة في الحركة الاقتصادية والتنموية الدولية في صدارة الاهتمامات على الساحة الافريقية حتى لا تظل على هامش مسار الاقتصاد الدولي.
ومن بين الحاجيات الضرورية للمنطقة، تم التأكيد على تطوير البنية التحتية ومجالات تعصير الفلاحة والرقمنة والبحث العلمي والصناعات الدوائية.
كما تم الاتفاق على تكثيف التشاور والتنسيق حول أنسب السبل التي تمكن القارة الافريقية من التموقع على الساحة الدولية كشريك في التنمية والامن والسلم، وكفضاء استثمار يجب أن يرجع بالفائدة على الشعوب الافريقية لضمان حقها في الازدهار والرقي على غرار بقية شعوب القارات الأخرى.