تشهد بعض واحات قبلي في الفترة الأخيرة وخاصة منذ النصف الثاني من شهر سبتمبر المنقضي انطلاقة عملية بيع صابة التمور على
رؤوس نخيلها او ما يعرف عند فلاحي الجهة بعملية ( الخراصة أو التخضير) والتي شملت الى حد الآن وفق ما تؤكده التقديرات الأولية التي تحصل عليها صباح
اليوم مراسل وات من دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية حوالي 8500 هكتار أي ما يناهز 28 بالمائة من المساحة الجملية للواحات بالجهة
والمقدرة بـ 30 ألف هكتار أغلبها مخصصة لإنتاج دقلة النور هذا ولا تزال هذه العملية التي شملت بالأساس واحات المناطق الغربية للولاية على غرار واحات
رجيم معتوق متواصلة وتشهد يوما عن يوم توسعا في المساحات المخضّرة في شتى أرجاء الولاية مع قرب نضج الصابة.
وتشير ذات التقديرات إلى أنّه من المرجّح أن يبلغ الإنتاج الجملي للتمور بولاية قبلي خلال هذا الموسم حوالي 200 الف طن تتوزّع إلى 14 ألف من التمور المطلق
و186 ألف من دقلة النور عالية الجودة والتي توجه الكمية الأكبر منها للتصدير.
وقد تم التحضير لهذه الصابة عبر الحرص على تأمين مختلف المراحل المفصلية في التعامل مع أشجار النخيل وأساسا القيام بعملية تلقيح العراجين التي شملت هذه
السنة قرابة 30 مليون عرجون منها 27 مليون فاصل 5 من دقلة النور والباقي من التمور المطلق إلى جانب القيام بعملية التدلية او ما يعبر عنه فلاحو الجهة بعملية
التهبيط أي تخليص العراجين من بين جريد النخيل حتى تسهل عملية حمايتها بأغشية الناموسية والبلاستيك والتي تجاوزت في هذا الموسم التقديرات التي وضعتها
المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بحوالي 14 مليون عرجون.
وعلى مستوى الجودة ورغم ما يعبر عنه فلاحو الجهة من رضا على جودة تمور هذا الموسم فان مصالح دائرة الإنتاج النباتي بمندوبية الفلاحة تؤكد أن هذه الفترة
تظل من أكثر الفترات الحساسة في مرحلة نضج التمور التي تتأثر الى حد بعيد بالتقلبات المناخية وخاصة منها الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، معتبرة أن الظروف
المناخية تبدو الى الآن جيدة وآملة أن تستمر على هذا النحو لضمان حسن جودة صابة هذا الموسم.
ومن ناحية أخرى نشير الى انتشار تجار التمور المطلق بعدد من أسواق ولاية قبلي وخاصة منها سوق البياز في قبلي المدينة حيث بغمكان قاصدي هذه السوق شراء
بعض الأنواع المعروفة من التمور والتي تسبق في نضجها دفلة النور على غرار ( غرس صوف وبسر حلو الفزاني والكنتة ) والتي تتراوح أسعارها ما بين 1500
و3000 مليم للكلغ الواحد، وقد تتوفّر عند بعض التجّار كميات صغيرة من دقلة النور لا تتعدى بعض الكيلوغرامات هي بشائر صابة هذا الموسم او ما يعرف
بـ ( الفــال) والتي يجمعها بعض الفلاحين عبر قطف الحبات الناضجة من بعض العراجــين .