يحتفي المعرض التشكيلي « عطور الخيال » للفنانة رجاء بن نصر والذي تستضيفه دار الثقافة المغاربية ابن خلدون بالعاصمة من 30 مارس الماضي إلى 13 أفريل الحالي، بالحياة والأمل والتفاؤل، عبر لغة بصرية تفيض بالحب والدفء فعبّرت عن نظرة تفاؤلية في الحياة ومفعمة بالحب والسلام عكستها الألوان الزاهية المستمدة من الطبيعة.

هكذا بدت لوحات الفنانة رجاء بن نصر في هذا المعرض الذي يضمّ 35 لوحة تشكيلية اشتغلت عليها هذه الفنانة التشكيلية عصامية التكوين، من أجل بث رسائل في التعلّق بالحياة وبثّ الطمأنينة والسلام في النفوس. وفي حين يشعر المقرّبون منها عند رؤية أعمالها أنها تستعيد ذكريات خاصة خلال عملها طبيبة بقسم التوليد في المستشفى، فإن الناظر لهذه الأعمال وهو يتأمل أبعادها يكتشف أنها تسعى لنشر مفهوم الحب بين البشر بشكل عام، إذ تجسد في عدد من الأعمال أزهارا اختلفت ألوانها وكأنها أرادت التأكيد على أن الاختلاف لا يفسد روابط الجمال والمحبة، ولذلك فهي تُعيد رسم الأزهار بألوان مختلفة لتنشر الأمان والألفة والرومانسية بين البشرية حتى تنعم بحياة هانئة، بعيدا عن الصراعات والعنف والحروب.

وتشترك أعمال الفنانة رجاء بن نصر في استخدام الألوان الزهية وألوان أخرى مشعّة، فأحسنت توظيفها في التعبير عن معاني الأمل والتفاؤل والسلام والمحبّة وإخفاء سوداوية الحياة والتعبير عن النور والتمسّك بشعلة الأمل في حياة مستقبلية أفضل وأرقى تتعزّز فيها إنسانية الإنسان بالحياة والوجود.

تتحدّث رجاء بن نصر عن هذا المعرض الشخصي الأول لها، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات)، قائلة إن معاني الحب والألفة والأمل تتجاوز حاجز المنطوق « فسعيتُ إلى تجسيده عبر الرسم والألوان مستعينة بعناصر ورموز عاطفية نمطية مثل الزهور »، فاتسمت رسالتها بالبساطة لا بالتعقيد رغم وجود البعد التجريدي في عدد من اللوحات وذلك حتى تصل المعاني للطرف الآخر بسهولة ودون تعقيد.

ولعلّ معاني الحياة التي تُبرزها لوحات معرض « عطور الخيال » تنبع أساسا من عشق الدكتورة رجاء بن نصر للفن عموما وللفن التشكيلي بصفة خاصة، فهذه الطبيبة التي عملت في مجال قسم التوليد وساعدت عديد الأمهات على الإنجاب المولود، تنظر إلى كلّ لوحة على أنها مولود جديد في الحياة فتشتغل عليها أناملها بأحاسيس مرهفة عاكسة بريشتها وألوانها أسمى المعاني الإنسانية وهو الحبّ كأرقى قيم الحياة الوجودية.