البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

391712918_837578235040940_1987496697239313346_n

أمسية ثقافية حول تجليات الالتزام في الفن التشكيلي الفلسطيني

تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، نظّم المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالشراكة مع مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، مساء الجمعة، أمسية ثقافية بعنوان « تجليات الالتزام من خلال موضوع الفن الفلسطيني ». وقدّمت الأستاذة والباحثة فوزية ضيف الله مداخلة حملت عنوان « تجليات الالتزام في الفن التشكيلي الفلسطيني، بحضور عدد من رؤساء البعثة الفلسطينية المعتمدين بتونس وشخصيات ثقافية تونسية.
وافتتحت هذه الأمسية الثقافية بزيارة معرض في الفن التشكيلي يضمّ مجموعة من اللوحات لفنانين تونسيين وفلسطينيين من أجيال مختلفة، أرادها منظموها أن تكون عنوان تواصل واسترسال للرسالة الفنية في التعبير عن الواقع الإنساني الكوني والانتصار للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامته دولته وتقرير مصيره، مع التنديد بجرائم الاحتلال وفضح ممارساته الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي مداخلة قيّمة حول « تجليات الالتزام في الفن التشكيلي الفلسطيني »، استعرضت الدكتورة فوزية ضيف الله مفهوم الالتزام في الفن، قائلة إن مفهوم الالتزام في العالم العربي ارتبط بالأدب الفلسطيني، وظهر مع رواية « رجال في الشمس » لغسان كنفاني. كما استحضرت أيضا مفهوم الالتزام في علاقة بالشاعر محمود درويش وأدونيس و »سارتر » والتجارب الموسيقية للشيخ إمام وفؤاد نجم في مصر، ناس الغيوان في المغرب والهادي قلة في تونس وسميح شقير في سوريا.
ولاحظت أن مفهوم الالتزام في الفن متعدد المعاني والدلالات، قائلة: « ينبغي حمايته من الاستعمالات الايديولوجية ». وقدّمت لمحة عن الفن التشكيلي الفلسطيني، مؤكدة أن الفن التشكيلي الفلسطيني استطاع على مدى أجيال من التعبير أن يكون ملتزما بقضايا الوطن والحرية، ومعبرا عن الشتات والتهجير والعودة، مستعينا بأساليب وتقنيات متعددة.
وترى الدكتورة فوزية ضيف الله أن الفن التشكيلي الفلسطيني يعبّر عن ذاكرة استثنائية تقاوم كل أشكال النسيان والطمس والتلاشي، « فراوح بين رسم الواقع والأحداث والهزائم والفواجع والهزات (الموجود) ورسم الحلم المنشود والصورة المتخيلة والشاحذة للهمم استنادا إلى تقنيات ومدارس تشكيلية متنوعة، فصوّر التاريخ والموروث والأرض والزيتون والقدس والأقصى، كما صوّر المجازر والاعتداءات والحروب والموت والثكالى والطفولة المغتصبة والجوع و الغضب والموت ».
واستعرضت المداخلة أيضا تاريخ بداية التجربة التشكيلية الفلسطينية المعاصرة منذ سنة 1935 بريادة الفنان التشكيلي إسماعيل شموط. وقد لاحظت الباحثة فوزية ضيف الله أن اسماعيل شموط فرضت عليه طبيعة الحياة التي عاشها أن يلجأ إلى المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي وأن يرسم المعاناة التي عاشها اللاجئون والشعب الفلسطيني بعد النكبة.
وتذكر الباحثة أيضا أن أروقة المعارض تميّزت باحتضانها لنقاشات وجلسات حوارية تتناول أوضاع الحركة التشكيلية الفلسطينية في علاقتها بفكرة الالتزام. وعرفت هذه الفترة إلى حدود سنة 1955 بفترة التعرف على التجارب الفنية الغربية. وأضافت: « مع اندلاع ثورة 36″ و »حرب 1948 انبجس واقع تشكيلي مختلف، ظهرت معه مصطلحات الشتات » و »العودة » و »الملجأ » لتفرض تعبيرا تشكيليا مختلفا أصبح الفن الفلسطيني عندئذ مرآة عاكسة للواقع وطوّر الرموز والأشكال والدلالات والمفردات التشكيلية والإشارات البصرية لابتكار صور جمالية مشحونة بواقع الألم والموت والشتات.
وبيّنت أن المعارض الجماعية تواصلت بعد ذلك إلى حدود 1980 تاريخ تأسيس رابطة التشكيليين الفلسطينيين، مبرزة أن الهاجس ظلّ دوما « قضية الفنان » وكيفية الالتزام بالرسالة المقدسة للوطن.
وأتت الدكتورة فوزية بن ضيف الله، في مداخلتها، على ذكر نخبة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومنهم الذين التحقوا بأكاديميات الفنون في المهجر لتطوير تجاربهم والخروج بالفن التشكيلي الفلسطيني من الأطر الضيقة نحو العالمية لا سيّما بعد تاريخ الانتفاضة الأولى سنة 1987. كما استعرضت عديد التجارب في الفن التشكيلي وتنوع التقنيات المستخدمة، إلى جانب أهم المشاركات الفلسطينية في المعارض الدولية.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن الاختيارات التشكيلية المعاصرة لطالما كانت شاهدا على الطاقة الحيوية للفنانات والفنانين في فلسطين الذين يعيدون ابتكار طرق النظر إلى أرضهم والتعبير عنها وتمثيلها في الفن وتستنطق هذه الأجيال مكان الجسد في الفضاء العام ودوره في تحدي الهيمنة.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma