تعقد موقف المنتخب التونسي لكرة القدم في سباق التاهل الى الدور الثاني ضمن نهائيات كاس العالم قطر 2022 اثر خسارته امام نظيره الاسترالي بهدف نظيف اليوم السبت بالدوحة على ملعب الجنوب لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.
وحسم المنتخب الاسترالي نتجية المباراة في الشوط الاول بفضل هدف ميتشل دوك في الدقيقة 24 لينعش اماله في الترشح الى الثاني بعد خسارته في الجولة الافتتاحية امام نظيرهه الفرنسي 1-4. وفي المقابل، تضاءلت حظوظ المنتخب التونسي في سباق التاهل اذ اضحى امام حتمية الانتصار على المنتخب الفرنسي في الجولة الثالثة والاخيرة المقررة يوم الاربعاء المقبل وانتظار نتيجة المقابلة الاخرى بين المنتخبين الدنماركي والاسترالي في نفس اليوم لمعرفة مصيره.
ومقارنة بالتشكيلة الاساسية التي خاضت المباراة الاولى امام الدنمارك يوم الثلاثاء الماضي، بادر المدرب جلال القادري بادخال تعديل وحيد باقحام لاعب الرواق الهجومي نعيم السليتي مكان انيس بن سليمان مقابل الابقاء على بقية العناصر الاخرى ايمن دحمان في حراسة المرمى يتقدمه ثلاثي محور الدفاع ياسين مرياح ومنتصر الطالبي وديلان برون مع التعويل على علي العابدي ومحمد دراغر على الجبهتين اليسرى واليمنى في حين لعب الياس السخيري وعيسى العيدوني كثنائي ارتكاز في وسط الميدان مقابل الاعتماد في دور التنشيط الهجومي على يوسف المساكني ونعيم السليتي وعصام الجبالي الذي شغل في نفس الوقت مركز قلب هجوم.
ومنذ الدقائق الاولى، بدا واضحا ان المباراة ستعرف معركة بدنية كبيرة في ظل الالتحامات القوية بين لاعبي المنتخبين غير ان الافضلية مالت للمنتخب الاسترالي الذي كان وفيا لتقاليده الكروية باعتماده اللعب المباشر والكرات العرضية في اخر بنائه الهجومي، وقد تحصل على عدد من الركلات الحرة الجانبية والركنيات لكنها افتقدت الخطورة ازاء التمركز الجيد لمحور الدفاع التونسي الذي كسب جميع الثنائيات الفضائية.
ووجد المنتخب التونسي صعوبات كبيرة في التدرج بالكرة من الحالة الدفاعية الى الوضعية الهجومية بسبب طريقة الضغط على حامل الكرة التي انتهجها المنتخب الاسترالي الذي كان يدافع في منطقة عالية من الميدان لكن مع ذلك كاد يوسف المساكني ان يخلق الخطر عندما تلقى تمريرة داخل المنطقة من عصام الجبالي غير ان متوسط ميدان نادي العربي القطري فشل في السيطرة على الكرة لتذهب خارج الميدان (20).
وتابع المنتخب الاسترالي حبك هجماته التي كانت موجهة اكثر نحو المنطقة اليسرى من جهة المدافع محمد دراغر واثمرت احدى عرضياته هدف السبق بعد توزيعة محكمة من كريغ غودوين تابعها ميتشيل دوك براسه واضعا الكرة في الزاوية البعيدة للحارس ايمن دحمان (24). وازاء التفوق التكتيكي للمنتخب الاسترالي الذي كان الافضل انتشارا على الميدان بفضل خطوطه الثلاثة المتقاربة، لم يكن امام المنتخب التونسي سوى الاعتماد على الامكانيات الفردية لبعض عناصره لاحداث الفارق خصوصا بواسطة يوسف المساكني وعصام الجبالي الذي شكل مصدر خطورة حقيقي بحركيته المتواصلة وطلبه الكرة في ظهر الدفاع الاسترالي. وتوغل عصام الجبالي داخل المنطقة ونجح في تثبيت منافسه قبل ان يمرر الى يوسف المساكني الذي هيأها بدوره لمحمد دراغر الذي سددها بقوة الا ان المدافع كاي راولز ابعدها قبل وصولها الى المرمى (41) قبل ان يهدر يوسف المساكني فرصة اخرى لادراك التعادل في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول عندما تلقى عرضية من عصام الجبالي سددها بقوة محاذية للقائم (45 زائد 3).
ومع العودة من حجرات الملابس، بادر المدرب جلال القادري بتشريك فرجاني ساسي مكان محمد دراغر لمنح اكثر حلول في منطقة وسط الميدان لتتغير بذلك الطريقة التكتيكية حيث مر ديلان برون من محور الدفاع الى مركز الظهير الايمن. واستهل المنتخب التونسي الشوط الثاني بقوة وتحصل على ركنيتين متتاليتين الى جانب عدد من الركلات الحرة لم تثمر لكنه بدا افضل حالا من الشوط الاول باستحواذه اكثر على الكرة وتواجده المكثف في مناطق المنتخب الاسترالي.
ولئن احتكر المنتخب التونسي الكرة الا ان الخطورة كانت من الجانب الاسترالي اثر هجوم معاكس سريع اختتمه كريغ غودوين بتسديدة ارضية في شكل توزيعة لم يتمكن ميتشيل دوك من اللحاق بها (55). وحاول يوسف المساكني رد الفعل بمجهود فردي على الرواق الايسر تخطى خلاله المدافع قبل ان يرفع كرة ابعدها الحارس الاسترالي ماثيو ريان (59).
ونشطت الجهة اليسرى للهجوم التونسي التي قادها علي العابدي ويوسف المساكني وكاد الاخير ان يحدث الخطر بتصويبة قوية ارتطمت بالدفاع الاسترالي (65) ليتم على اثرها اقحام وهبي الخزري مكان لاعب الارتكاز عيسى العيدوني لخلق التفوق العددي والعمق الهجومي بحثا عن فك شفرة الدفاع الاسترالي المتكتل.
وعمد المنتخب الاسترالي الى انتهاج المرتدات لضرب الدفاع التونسي وكان قاب قوسين او ادنى من مضاعفة النتيجة عندما توغل البديل ماك لارين على الرواق الايسر قبل ان يمرر كرة قبالة المرمى كانت اسرع من زميله ماثي ليكي (71) رد عليها مباشرة يوسف المساكني بتسديدة قوية تصدى لها الحارس (72).
وتواصلت مساعي الاطار الفني للمنتخب التونسي لايجاد الحلول الكفيلة بادراك التعادل ودخل كل وجدي كشريدة وطه ياسين الخنيسي مكان ديلان برون وعصام الجبالي لمنح اكثر انتعاشة بدنية على اداء الفريق والاستفادة كذلك من الحس الهجومي لكشريدة على مستوى الرواق الايمن والخنيسي داخل صندوق العمليات.
وضغط المنتخب التونسي بشكل مكثف على الدفاع الاسترالي في الدقائق الاخيرة وسدد منتصر الطالبي كرة على الطاير من خارج المنطقة بين يدي ماثيو ريان (83) ثم تسرب وجدي كشريدة من الجهة اليمنى ليمرر في اتجاه وهبي الخزري غير ان تسديدة مهاجم مونبيلييه الفرنسي تلقاها بثبات الحارس الاسترالي (88).
واضاف الحكم الالماني دانيال سيبيرت 6 دقائق كوقت بدل الضائع رمى خلالها المنتخب التونسي بكل ثقله نحو الهجوم املا في انتزاع التعادل لكن محاولاته افتقدت اللمسة الاخيرة لتنتهي المباراة بفوز ثمين للمنتخب الاسترالي وخسارة موجعة للمنتخب التونسي.