البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

تبرع بالاعضاء

أريانة: يوم دراسي للتبرّع بالأعضاء بدار الشباب تحت شعار  » بين مانح متردد و مريض ينتظر « 

مرض صامت لن يجعلك تشعر بشيء إلى أن تفيق على « اللّطخة الكبرى » هكذا وصفت السيدة ألفة معلى بسخرية مريرة بداية رحلتها المضنية مع الفشل الكلوي وحصص غسيل الكلى التي بدأت قبل ثلاثين سنة. معاناة يومية تجعل المريض أسيرا للمكان وللزمان محدود الحركة مقيدا بالمحاذير مكبلا بتعليمات طبية صارمة تفرض عليه ماذا وكم يأكل ويشرب « إذا خالفتها ستعمق معاناتك الجسدية والنفسية وتجعلك ملازما لسرير المستشفى ».
شهادة السيدة ألفة إحدى أقدم مرضى الكلى المزمن في تونس التي قدّمتها مساء الجمعة بدار الشباب بأريانة أمام جمع من الشباب في إطار يوم دراسي تحسيسي حول « التبرع بالأعضاء » تحت شعار : » بين مانح متردد ومريض ينتظر  » أكدت خلالها أنها تعيش على أمل أن يرنّ هاتفها يوما ما لتتم دعوتها للخضوع لعملية زراعة كلية من متبرع متوفى وافقت عائلته على التبرع بأعضائه.
وعلى غرار السيدة ألفة يعيش آلاف التونسيين معاناة يومية قد تمتدّ إلى سنوات وهم ينتظرون زراعة قلب أو كبد أو قرنية أو رئة أو نسيج، تضع حدا لمعاناتهم وتمنحهم أملا جديدا في الحياة، وقد لا يمهل المرض كثيرا منهم رغم أن إمكانية إنقاذهم متوفرة فقط لو اقتنع التونسيون بأن أعضاء من توفي ستمنح الحياة لأحياء على وشك الرحيل.
من جهته بسط الشباب المشارك في اليوم التحسيسي جملة من التساؤلات والاستفسارات عكست الهواجس والأفكار والأحكام المسبقة التي قد يفسر بعضها أسباب العزوف عن التبرّع.، فتساءل بعضهم عن ضمانات أن يذهب العضو الذي سيتبرع به « إلى من يستحقه ولا يقع مثلا بيعه أو زراعته لأصحاب المال أو النفوذ » في حين تساءل آخرون عن جواز الاعتداء على حرمة الميت وأخذ أعضائه. كما تساءل البعض عن حظوظ نجاح عمليات زرع الأعضاء وعن الانعكاسات الصحية التي قد تطال المتبرع الحي والمتبرع له، وعن ضمانات عدم وقوعهم ضحية أخطاء طبية تجعلهم بدورهم يعانون لبقية حياتهم.
مدير عام المركز الوطني للنهوض بزراعة الأعضاء الدكتور الطيب بن عبد الله وعدد من كفاءات المركز الطبية على غرار الدكاترة سارة الرياحي وبثينة الزناد ومحمد بالايلي ومحمد كريم الزواغي وضحى الشنوفي قدّموا كلا في مجال اختصاصه، وفي نقاش تفاعلي مع الشباب،مداخلات ألمت بمختلف الأبعاد الطبية والقانونية والأخلاقية والنفسية المتعلقة بواقع وآفاق زراعة الأعضاء والأنسجة في تونس في حين استعرض الإمام الخطيب عزالدين ثامر الجوانب الدينية في علاقة بهذه الموضوع.
وقد أكدت المداخلات على ان الاطار التشريعي الصارم المنظم لعمليات التبرع وزراعة الأعضاء لا يترك مجالا لأي خطأ أو تلاعب وأن المركز الوطني للنهوض بزراعة الأعضاء يمسك لوحده بالسجل المركزي الاشخاص الذين تستدعي حالتهم الصحية زرع عضو او نسيج وفق تطبيقة إعلامية تنظم الأولوية.
وأكّد عزالدين ثامر الامام الخطيب من جهته أن التبرّع بالأعضاء لا يتعارض مع أحكام الإسلام وهو جائز شرعا.
ووفقا للمعطيات التي تم تقديمها بالمناسبة يخضع 14 ألف مصاب بالفشل الكلوي في تونس لعملية تصفية الدم، في حين يبلغ عدد المسجّلين على قائمة الانتظار للانتفاع بزراعة كلية 1644 مريضا، و1950 مريضا مسجلا بقائمة الانتظار لزراعة القرنية.
كما تم منذ انشاء المركز الوطني للنهوض بزراعة الاعضاء اجراء 2033 عملية زرع كلية و17 عملية زرع قلب بالإضافة إلى 70 عملية زرع كبد و18 ألف قرنية و2247 عملية زرع للنخاع العظمي و532 عملية زرع للعظم الاسفنجي.
وتكشف هذه الإحصائيات تراجع ترتيب تونس على المستوى العربي رغم ريادتها في هدا المجال أمام دول أخرى نجحت في رفع درجة وعي مواطنيها بأهمية التبرع بالأعضاء.
وتعتبر أعداد المتبرّعين في تونس ضعيفة جدا إذ لا يتجاوز عدد من يحملون صفة المتبرع ببطاقات التعريف الوطنية 12 الف مواطن، وهو ما يستدعي تعزيز برامج التوعية والتحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء وتكثيفها بالشراكة مع قوى المجتمع المدني وهو ما أكّدت عليه جيهان الكوكي أستاذة شباب ومنسقة برنامج التوعية والتحسيس بأهمية زرع الأعضاء في صفوف الشباب التي أكدت على أهمية تشريك الشباب في الحملات التحسيسية ورفع اللبس المسجل في هذا الموضوع مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات ستتواصل بالشراكة مع الإطارات الصحية والدينية والشبابية بالجهة لتعميق الوعي وتصحيح المفاهيم المتعلّقة بهذه المسألة.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma