التحق، اليوم الاربعاء، 210 آلاف و281 تلميذا وتلميذة، مرسمين بمختلف المستويات التعليمية (ابتدائي واعدادي وثانوي) بولاية صفاقس، بمؤسساتهم التربوية، مستهلين الموسم الدراسي الجديد، بأعين مبتسمة يحدوها الشوق الى العودة الى مقاعد الدراسة وملاقاة الاصدقاء بعد عطلة صيفية سبقتها سنة دراسية استثنائية، تم خلالها اعتماد نظام الأفواج بسبب جائحة « كورونا ».
ولئن بدت أجواء العودة المدرسية بالجهة، في ظاهرها عادية، غير انها تخفي في باطنها بعض الاشكاليات التي باتت معهودة ومتكررة مع افتتاح كل سنة دراسية، والتي اشتكى منها عدد من الاولياء والتلاميذ في تصريحات متطابقة لـ(وات)، على غرار عدم توفر النقل المدرسي بالشكل اللازم، والزمن المدرسي الذي وضعته ادارة المؤسسة التربوية لفائدة بعض التلاميذ، ونقلة بعض فصول التلاميذ الى مؤسسة تربوية اخرى غير مألوفة بالنسبة لهم، او بعيدة عن مقر سكناهم، وعدم توفر الماء ببعض المؤسسات التربوية وغيرها من الاشكاليات.
وفي رده على هذه التشكيات، أفاد المندوب الجهوي للتربية صفاقس1، محمد بن جماعة، ان نقلة بعض الفصول من التلاميذ الى مؤسسة تربوية أخرى، يعود الى بلوغ مؤسستهم المعهودة والقريبة من مقر سكناهم طاقة استيعابها القصوى، او الى عدم جاهزيتها بسبب الاشغال التي لا زالت متواصلة داخلها.
أضاف قوله « رغم ان الارتقاء بالمنظومة التربوية مسؤولية جماعية يجب ان تتظافر فيها جهود جميع الاطراف المتداخلة غير ان مسؤولية سلطة الاشراف ومجال تدخلها يكمن في توفير قاعات دراسة واطار تربوي لفائدة التلاميذ لضمان التحصيل العلمي والمعرفي ولا دخل لها في الاشكاليات المتعلقة بالنقل والماء وغيرها من الاشكاليات الخارجة عن نطاقها »، وفق تقديره.
وبخصوص عودة الدراسة باعتماد نظام الفصل الواحد، الذي اقرته وزارة التربية مؤخرا، تباينت آراء التلاميذ والاطارات التربوية والاولياء حوله، حيث أعرب عدد من التلاميذ المستجوبين، سيما منهم المرسمين بالسنوات النهائية، عن فرحتهم وسعادتهم بالعودة الى مقاعد الدراسة واجوائها ولقاء الاصدقاء عبر الدراسة بنظام الفصل الواحد الذي اعتبروه « حافزا مشجعا على الدراسة حتى في ظل الجائحة الوبائية خاصة بعد تلقي نسبة كبيرة من الشريحة العمرية بين 15 و17 سنة التلقيح ضد فيروس كورونا »، وفق تعبيرهم،.
في المقابل، اعتبر عدد آخر منهم « ان اعتماد نظام الافواج افضل من ناحية ضمان التحصيل العلمي والمعرفي بالنسبة للتلاميذ الذين سيجتازون امتحان الباكالوريا، باعتباره يساعدهم على التركيز داخل الفصل وتوفير متسع من الوقت للمراجعة.
من جانبهم، أعرب عدد من الاولياء « عن تخوفهم من التأثير السلبي لعودة نظام الفصل الواحد على الناحية الصحية في ظل تواصل خطورة الوضع الوبائي في البلاد وعلى التحصيل العلمي والمعرفي لابنائهم في ظل كثرة التلاميذ داخل الفصل الواحد »، بحسب تقديرهم.
ونفى بعض المربين في التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي هذا الأمر، بقولهم « رغم ان نظام التدريس عبر الافواج له تأثير ايجابي من الناحية الصحية حيث يتم احترام التباعد الجسدي بين التلاميذ وسهولة تبليغ المعلومة وضمان التحصيل المعرفي والعلمي لديهم ولكن له تاثير سلبي على الناحية البيداغوجية حيث لا يساعد المربي على اكمال البرامج الدراسية ».