تحتضن جزيرة جربة، ولاية مدنين، الخميس، فعاليات « ملتقى جربة التونسي الليبي للأعمال » بحضور نوعي ناهز 600 بين رجال أعمال ومنظمات وفاعلين من أوساط المال والأعمال من البلدين .
ويمثل ملتقى جربة التونسي الليبي للأعمال، 27 و 28 ماي 2021، وهو التظاهرة الأولى من نوعها بولاية حدودية، فرصة لتبادل الآراء حول سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي وتجسيم الانطلاقة الجديدة ولفتح آفاق اكبر للعمل المشترك.
ويجسم تنظيم هذا الملتقى الحركية الهامة التي تعرفها العلاقات التونسية الليبية في الآونة الاخيرة، إذ يأتي أياما قليلة بعد زيارة رئيس الحكومة، هشام مشيشي إلى ليبيا، 22 و23 ماي 2021، وافتتاحه رفقة نظير الليبي، عبد الحميد الدبيبة، الدورة الأولى للمعرض التونسي الليبي، 23 – 25 ماي 2021، والذي شهد مشاركة اكثر من 150 مؤسسة و1200 مستثمر.
يذكر أنّ رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمّد المنفي، يؤدي زيارة رسمية إلى تونس من 29 إلى 31 ماي 2021، بدعوة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد.
وتميز ملتقى جربة، الذي انتظم ببادرة من جمعية التنمية والاستثمار والتعاون الدولي بالتعاون مع الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بحضور ليبي كبير من عديد الغرف ومجلس الأعمال الليبي والبلديات الليبية ورجال الأعمال والمال، الذين أكدوا أنّ الأوان آن، لتحقيق انطلاقة جديدة للتعاون البنّاء والمشترك « إذ لا وجود لحدود ولا قيود بين البلدين » داعين في ذات الصدد، الى تجاوز مرحلة البرتوكولات الى الفعل الحقيقي.
وتطرق الحاضرون الى دور تونس وأولويتها في ملف إعادة إعمار وبناء ليبيا وتفعيل التبادل التجاري، وهو ما يجب ان يشتغل عليه رجال الاعمال ومسؤولو الحكومتين.
وقال الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة ، أسامة الخريجي، في افتتاح الملتقى، إنّ التفاؤل كبير لاستعادة نسق العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين تونس وليبيا واسترجاع نسق المبادلات قيمة وحجما الى مستوى ارفع مما كانت قبل سنة 2011
وقد تراجعت المبادلات التجارية بين تونس وليبيا في الوقت الحالي إلى أقل من مليار دينار، بعد أن كانت في حدود 5ر3 مليار دينار قبل سنة 2010 .
وأكد أنّ استعادة هذه المكانة وتعزيزها يتطلب توفير كل التسهيلات الممكنة إداريا وماليا ولوجستيا، مبرزا ان تونس تتطلع الى المساهمة في إعادة اعمار ليبيا بما يتطلبه هذا المشروع الضخم من كفاءات على مستوى اليد العاملة المختصة وغير المختصة.
وذهب رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سمير ماجول، بدوره في نفس الاتجاه ليشدد على ان رفع كل القيود وتذليل العراقيل امام الفاعلين الاقتصاديين/ مقوّم أساسي لاستعادة تكامل اقتصادي مطلوب بين تونس وليبيا وتحقيق الاندماج الاقتصادي المنشود وحتى يكون المواطن في كلا البلدين على نفس قدم المساواة .
وتوقع ان تكون مساهمة تونس في برنامج إعادة بناء ليبيا هامة من خلال الخبرات واليد العاملة المختصة والكفاءات البشرية من الهندسة الى العمالة وقوة ذكاء وابتكار..
وطالب ماجول خاصة بإيجاد حلول لتمويل الاستثمار المشترك ببعث خط تمويل للمشاريع المشتركة مبينا أهمية الدفع الحكومي بالبلدين لتحيين التشريعات الكفيلة بتحقيق الأهداف الاقتصادية المشتركة.
وقدمت عديد المؤسسات التونسية خلال الملتقى، خدماتها ومجالات عملها وإمكانياتها للإفادة السوق الليبية سواء في مجال الصحة او التكوين او الطاقات المتجددة وغيرها
كما انتظم على هامش الملتقى معرض شارك فيه 25 عارضا في مجالات الصحة والتغذية والاثاث والخدمات والبناء والاعمار والتكوين والاتصالات، في اطار سعيهم لابرام شراكات مع نظرائهم من الليبيين