تعتبر الطريق العابرة للصحراء من أبرز المشاريع، التي تراهن عليها تونس، اعتبارا إلى أنّه مشروع إفريقي رائد واستراتيجي يهدف إلى تجاوز العائق الطبيعي، الذّي تمثله الصحراء في مجال النقل، أمام مواطني البلدان الأعضاء ومختلف المؤسسات، ذلك ما تمّ تأكيده خلال الدورة 71 للجنة الاتصال الخاصّة بهذه الطريق المنعقدة مؤخرا.
وتمّ خلال الدورة، التّي انتظمت، باعتماد تقنية التناظر المرئي عن بعد، بمشاركة رئيس ديوان وزير التجهيز والإسكان والبنية التحتية، أكرم القلال، ووزراء البلدان الأعضاء ومؤسسات تمويل دولية بغاية بحث مدى تقدم انجاز مشروع الطريق العابرة للصحراء، الذي تتشارك في إنجازه الدول الأعضاء وهي تونس والجزائر ومالي ونيجيريا والتشاد والنيجر.
وأشار القلال، بالمناسبة، وبحسب ما أوردته وزارة التجهيز على صفحتها على شبكة التواصل « فايسبوك »، إلى أن تونس استكملت ربط شبكتها الوطنية للطرقات بالطريق العابرة للصحراء، (الطريق الوطنية رقم 3 تونس/قفصة/توزر/حزوة وهي طريق معبدة بالخرسانة الإسفلتية) والتي تمتد على طول 1050 كم.
وتم التأكيد على أن الطريق العابرة للصحراء يعد أوّل مشروع أفريقي، من نوعه، يعنى بالبنية التحتيّة للطرقات بالقارّة الإفريقية، ويتعلّق بـ9 طرقات رئيسية على امتداد 9200 كلم بنسبة تعبيد تصل إلى حوالي 80 بالمائة. وتهدف الطري الافريقية إلى ربط عواصم جميع البلدان الأفريقية من أجل تعزيز حركة التجارة والتنمية والتكامل في ما بينها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وسجل مشروع الطريق العابر للصحراء نسبة تقدم تقدر حاليا بأكثر من 90 بالمائة أي 9000 كلم معبدة من بين 9900 كلم من الطول الإجمالي للطريق.
والجدير بالذكر أن طول المحور الرئيسي للطريق العابرة للصحراء يقدر ب4500 كلم ويربط الجزائر وتونس بـ3 عواصم جنوب الصحراء ويتعلّق الأمر بباماكو ونيامي ونجامينا ومدينة لاغوس كبرى مدن نيجيريا.
وتعوّل تونس والجزائر على هذا المشروع لاقتحام السّوق الأفريقية، التّي تضمّ أكثر من 700 مليون نسمة من الدول المرتبطة بالطريق، والبلدان المجاورة لها، موزّعين على أكثر من 6 ملايين كيلومتر مربع تتكوّن في أجزاء كبيرة من مناطق الصحراء الشاسعة بين المغرب العربي ودول الساحل الإفريقي.