استأنف معمل إنتاج الأسمدة الكيميائية بالمظيلة 1 بولاية قفصة والتابع للمجمع الكيميائي التونسي، اليوم الخميس، نشاطه بعد توقّف دام ستّة أشهر , ما سيتيح لتونس الإيفاء بجزء من تعهداتها تجاه حرفائها المحلّيين والدوليين , بتزويدهم بمادّة ثلاثي الفسفاط الرفيع.
وقال مدير المعمل، محمد جنيدي نصيب، في تصريح لـ »وات » إن « هذه الوحدة الصناعة المُختصّة في إننتاج سماد ثلاثي الفسفاط الرفيع، والتي توّقفت عن العمل منذ شهر نوفمبر من سنة 2020، إستعادت نشاطها اليوم بتشغيل وحدة الحامض الكبريتي، على أن يتمّ في الساعات القادمة تشغيل وحدتي إنتاج الحامض الفسفوري وثلاثي الفسفاط الرّفيع.
وباتت إستعادة إنتاج سماد ثلاثي الفسفاط الرفيع مُمكنة بولاية قفصة بعد أن تزوّد معمل المظيلة بكمّيات من الفسفاط المُرشّح من شركة فسفاط قفصة ومن الفسفاط المُجفّف من ميناء قابس، بعد أن إستوردته تونس من الجزائر، وكذلك بعد جلب كمّيات من الكبريت من ميناء صفاقس.
وتسبّب نفاذ مخزون معمل المظيلة من الفسفاط الذي يتزوّد به من وحدات إنتاج شركة فسفاط قفصة والواقعة بكل من المظيلة والمتلوي، وقطع إمدادات المياه الصناعية عنه، بالاضافة إلى صعوبة جلب مادّة الكبريت، في تعطيل نشاطه وبالتالي توقّف إنتاج سماد ثلاثي الفسفاط الرّفيع.
وستُتيح إستعادة إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع بمعمل المظيلة لتونس الإيفاء بجزء من إلزاماتها تجاه حرفاء محلّيين وأجانب وتزويدهم بطلبياتهم من هذه المادّة التي تُتنتجها تونس بهذا المعمل دون سواه.
ولفت مدير المعمل، في هذا السياق، أن الاولوية بعد إستئناف نشاط المعمل هي تزويد بنغلاديش، على وجه الخصوص، وبشكل عاجل، بما لا يقلّ عن 90 ألف طن من ثلاثي الفسفاط الرفيع، منها 30 ألفا كان يُفترض أن تُشحن نحو هذا البلد في شهر ماي الجاري.
وتوقّع هذا المسؤول أن يُحقّق المعمل في ما تبقّى من السنّة إنتاجا لن يقلّ عن 200 ألف طنّ في حال إستمرّ تزويده، وبشكل عادي من مادتي الفسفاط والكبريت، مضيفا أن هناك صعوبات كبيرة في جلب مادّة الكبريت من ميناء صفاقس إلى المظيلة بسبب « محدودية قدرة الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية على وسق هذه المادّة ».
ولم يتجاوز إنتاج معمل المظيلة 1 من سماد ثلاثي الفسفاط الرّفيع، خلال سنة 2020، الـ 113 ألف طنّ وهو ما يعادل نسبة 25 بالمائة من طاقة إنتاجه، مسجّلا بذلك أسوأ حصيلة له خلال الفترة الممتدّة من 2010 إلى 2020.
ويُعدّ معمل المظيلة 1، المعمل الوحيد في بلادنا المُختصّ في إنتاج سماد ثلاثي الفسفاط الرّفيع، بمعدّل إنتاج سنوي كان لا يقلّ عن 460 ألف طن إلى حدود سنة 2010، إلاّ أن الإضطرابات الإجتماعية واحتجاجات واعتصامات طالبي الشغل على وجه الخصوص بجهة قفصة عموما وبمناطق إنتاج الفسفاط تحديدا، تسبّبت في تواتر تعطيل نشاط هذه المنشأة الصناعية التي تعتمد في نشاطها على تحويل الفسفاط إلى سماد كيميائي، وبالتالي في تراجع مؤشراتها وخاصة من حيث الإنتاج والتصدير.
وإلى حدود سنة 2010 كانت تونس تحتلّ المرتبة الرابعة على الصعيد العالمي من بين منتجي ثلاثي الفسفاط الرّفيع.
وحسب معطيات من الادارة الجهوية للمجمع الكيميائي التونسي بقفصة فإنّ معمل المظيلة 1، المُوجّه منتوجه بنسبة 90 بالمائة على الاقلّ إلى الأسواق العالمية، فقدَ في السنوات الأخيرة تقريبا كل حرفائه بأوروبا والبرازيل وأمريكا اللاتينية، ولم يبق له سوى الحريف البنغالي، زيادة على ضعف قدرته على تزويد السّوق المحلّية من مادة ثلاثي الفسفاط الرّفيع الضرورية للإنتاج الفلاحي.
ويُوفّر معمل المظيلة 811 موطن شغل لفائدة إطارات وأعوان، كما أنّه يُوفّر أجور 2400 عون وإطار آخرين بشركات البيئة والغراسة في عدد من معتمديات الولاية.