ألقت فرنسا القبض على سبعة مقاتلين يساريين إيطاليين هاربين بعد أن وفرت لهم المأوى لعشرات السنين في أعقاب إدانتهم في إيطاليا باتهامات الإرهاب، وذلك في نقطة تحول بخصوص مسألة سممت العلاقات بين باريس وروما لفترة طويلة
وكانت إيطاليا تسعى منذ وقت طويل لتسلم عشرات المقاتلين اليساريين الذين حصلوا على اللجوء في فرنسا بشرط نبذ العنف بعد فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية استمرت من أواخر الستينيات إلى مطلع الثمانينيات وعُرفت باسم سنوات الرصاص. وشهدت هذه الفترة مقتل المئات في أعمال عنف ارتكبتها جماعات من أقصى اليمين واليسار
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الاعتقالات جاءت في أعقاب مشاورات استغرقت شهورا بين فرنسا وإيطاليا وإن الشرطة استهدفت المقاتلين المدانين في « جرائم دموية »
ورحب رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الذي تولى السلطة في فيفري وأقام علاقة عمل وثيقة مع ماكرون، بالخطوة الفرنسية.
وقال مكتبه في بيان « ذكرى هذه الأعمال الوحشية ما زالت حية في الوجدان الإيطالي »
وقال مستشار لماكرون إن هذه الخطوة أصبحت ممكنة بعد عودة « مناخ الثقة » بين ماكرون ودراجي في أعقاب توترات دامت سنوات بين باريس وروما خاصة عندما كان ائتلاف شعبوي يحكم إيطاليا
وأضاف أن هذه الخطوة « كانت سبيلا لنا لإظهار المسؤولية والاعتراف بهذه الحقبة من تاريخ إيطاليا والتوقف عن غض الطرف عن أعمال العنف التي ارتكبت بين الستينيات والثمانينيات »
وقال وزير العدل الفرنسي إيريك دوبون-موريتي « فخور بمشاركتي في هذا القرار الذي آمل أن يسمح لإيطاليا، وبعد 40 عاما، بطي صفحة من تاريخها كانت مليئة بالدماء والدموع »