البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

haica

الترفيع استثنائيا في مدة الإشهار بالقنوات التلفزيونية والإذاعية خلال شهر رمضان: هل أضرّ بالمضامين السمعية والبصرية ؟

قرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري « الهايكا » الترفيع في المدة الزمنية المسموح بها للإشهار في القنوات التلفزيونية والإذاعية من 12 إلى 14 دقيقة خلال ستين دقيقة من البث، وذلك بشكل استثنائي خلال شهر رمضان 2021 .
ويأتي هذا القرار وفق بلاغ « الهايكا » الصادر مؤخرا بعد « دراسة مطالب بعض القنوات في هذا الخصوص ومراعاة الوضعية الاقتصادية للمنشآت الإعلامية السمعية البصرية الخاصة « ، فكانت النتيجة « تخمة غير مسبوقة من الومضات الإشهارية للمنتوجات الاستهلاكية بأنواعها في مختلف البرامج الحوارية والإخبارية والترفيهية والخدماتية والأعمال الدرامية مما أضرّ بشكل بالمضامين الإعلامية المقدمة للمتلقي وبجودة المنتوج السمعي البصري، إذ كانت مرتبطة في محتواها في كثير من الأحيان بعقود الإشهار (مثال برامج الطبخ) »، وفق ملاحظات العديد من متتبعي البرامج التلفزيونية في رمضان ممّن تحدّثت إليهم وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).
يقول أنيس الراجحي، وهو موظف بإحدى الوزارات،  » لست ضد الإشهار في التلفزة لكن كثرة المستشهرين المتعاقدين مع التلفزات الخاصة والعمومية وتواتر الومضات الإشهارية خلال الشهر الكريم بشكل مكثف وسريع جعلنا أمام واجهات تجارية وليس قنوات تقدم برامج وأعمال درامية مفيدة وناجعة حيث فقدنا التركيز في متابعة بعض المسلسلات وسئمنا الانقطاعات المتكررة للبرامج بسبب الإشهار ».
أما رحمة الهذيلي، وهي ربة بيت، فقد اشتكت من تعدّد الومضات الإشهارية التي وصفتها بـ « الطوفان الجارف لكل القيم والمعاني الجميلة التي قد تحملها بعض الأعمال الدرامية والبرامج الخدماتية »، مشيرة إلى أن « متابعة برامج الطبخ مثلا بالصيغة الحالية أي عرضها للمواد الاستهلاكية المستعملة في مختلف مراحل التحضير في صيغة إشهار أفقدها ميزتها العفوية ».
وأضافت  » لقد كان اختيار الأكلات ووصفات الطبخ في السابق يتم على أساس أنها لذيذة وغير مكلفة، أما اليوم فإن التسابق لعرض منتجات مختلفة وباهضة الثمن لا يمكن أن يساعد المتفرج على حسن الاختيار ويشجع على الاستهلاك ».
من جانبها اعتبرت نسرين الضاوي (طالبة) أن أغلب الومضات الإشهارية لا تستجيب للمواصفات الفنية وتفتقد للجمالية بما يجعلها ومضات تقليدية ذات أفكار متداولة لا ترتقي إلى الومضات الإشهارية المبتكرة. ولفتت إلى « وجود رداءة واضحة » من حيث الشكل في كيفية تقديم المنتجات الاستهلاكية مما يجعل منها « ومضات باهتة بلا روح وخالية من أية أدوات خلق أو إبداع كتلك المتعارف عليها على المستوى العالمي ».
وأشارت نسرين، في جانب آخر، إلى أن كثافة المادة الإشهارية في مختلف القنوات التلفزيونية أضر بالمضمون السمعي البصري، إذ أصبح لا يستجيب في أغلبه إلى متطلبات المتلقي الجمالية والفكرية والمعرفية لارتباطها بشكل أو بآخر بالإشهار وخضوعها لشروط المستشهرين التجارية ».
ومع القرار الاستثنائي لمجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري الذي أقر الترفيع في المدة الزمنية المسموح بها للإشهار في القنوات التلفزيونية والإذاعية خلال شهر رمضان، تتباين الآراء حول أهمية هذا القرار بين من يرى أنه قرار يمكن أن يساعد المنشآت الإعلامية السمعية البصرية الخاصة للحصول على مداخيل مالية إضافية تمكنها من الالتزام بتعهداتها تجاه منظوريها من العاملين والمنتجين وغيرهم، وبين حق المواطن في برامج وأعمال تلفزيونية هادفة بعيدا عن « القصف الإشهاري » الذي يفقدها خصوصيتها وجودتها.
ويشار إلى أن الفصل الثالث من القرار عدد 1 لسنة 2018 المؤرخ في 15 فيفري 2018 للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري « الهايكا » المتعلق بالقواعد السلوكية للإشهار في وسائل الاتصال السمعي البصري، ينص على أن « لا تتجاوز مدة بث الإشهار في القنوات التلفزيونية والإذاعية الخاصة 10 دقائق في الستين دقيقة و12 دقيقة خلال شهر رمضان ».

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma