« ستظل الذكرى راسخة في اذهان ابناء بن قردان لن تمحوها الايام وسيتناقلونها جيلا بعد جيل بكل عزة وفخر رغم محاولات تهميشها وطمسها » شهادة لكثير من ابناء بن قردان الذين يعيشون هذه الايام على وقع احياء الذكرى الخامسة لملحمة 7 مارس 2016 بمجرد فقرات متواضعة لا تحمل من الخصوصية ما يرتبط بالحدث ومن الابداع او الانتاج الخاص ما يعطيه عظمته وقيمته التي شهد بها كل العالم ورسم باحرف من ذهب الانتصار على الارهاب وكسر تنظيم داعش.
لم يرتق برنامج احياء هذه الذكرى الى انتظارات ابناء بن قردان فجاء برنامجا متسرّعا بإمكانيات ضعيفة اقتصر على مجهود محلي لم يعكس القيمة الاعتبارية والرمزية للحدث دون اعمال فنية تعطي المناسبة حقها وهو ما توقعه منذ الذكرى الماضية الكثيرون من ابناء المنطقة والذين عبّروا عن تخوفهم من ان تصبح الذكرى مجرد كرنفالات وزيارات لا تسمن ولا تغني من جوع، حسب الناشط بالمجتمع المدني عادل ناجي.
اقتصر احياء الذكرى الخامسة لملحمة بن قردان في اغلب فقراته على مسابقات ودورات رياضية مختلفة في كرة القدم، وفي الرماية، والفروسية، والشطرنج، والدراجات الهوائية، وماراطون للعدو، الى جانب معرض وثائقي حول الملحمة، وفيلم وثائقي عنها يعرضان للمرة الثانية، كما هو حال الندوة الفكرية التي تناولت ايضا للسنة الثانية المنطقة اللوجستية كاكبر مشروع يتواصل انجازه بالمنطقة من شأنه ان يغير وجهها وان يرتقي بمسار التنمية بها الى الافضل في السنوات المقبلة.
يتقدّم هذا المشروع في الانجاز وخاصة على مستوى تهيئة البنية الخارجية من ربط بالشبكات التي وصلت الى نسب متقدمة في الانجاز وتمت المصادقة على مخطط الاعمال، فيما لم يتم بعد تكوين شركة التصرف في المشروع، وفق والي مدنين، حبيب شواط، الذي عدّد مشاريع اخرى ببن قردان ومنها تواصل اشغال مشروع حماية المدينة من الفيضانات بقيمة 8 ملايين دينار وينتظر ان يصل الى 60 مليون دينار، الى جانب تقدم انجاز قاعة مغطاة بنسبة وصلت الى 40 بالمائة، والانتهاء من انجاز 70 مسكنا اجتماعيا، وبرمجة عدد اخر بمبلغ اضافي بلغ اكثر من مليون دينار، وانجاز مشروع تطهير فاقت اشغاله نسبة 70 بالمائة وتجاوزت اشغال محطة التطهير به 90 بالمائة، مع تواصل انجاز دراسة لتثمسن المياه المعالجة بالطريقة الثلاثية في القطاع الفلاحي.
واعتبر والي مدنين ان معتمدية بن قردان بفضل هذه المشاريع ومشاريع التنمية الحضرية المندمجة وبرامج الاستثمارات قادرة ان تغير مسيرة التنمية بها وتشهد دفعا جديدا وتتحسن جودة الحياة فيها.
أما كثيرون من ابناء المنطقة اعتبروا الوعود التنموية التي اقرّتها حكومات متتالية بعد ملحمة 7 مارس 2016 مجرّد كذبة فهي مشاريع مبرمجة سبقت الملحمة، ومنها ما هو يسير بخطوات بطيئة ولن تكون نتائجه على التنمية بالجهة الا بعيدة المدى، لذلك بقيت بن قردان على حالها وظل معبر راس جدير متنفسها الوحيد وحملا على ابنائها الذين يخوضون يوميا معركتهم من اجل قوتهم ومن اجل العيش الكريم متحملين ضريبة سقوط شهداء القوت اليومي في حوادث الطريق، حسب الناشط المدني عبد السلام الرقاد.
وأمام كلّ الصعوبات والعراقيل التي تواجهها، ظلّت بن قردان منطقة معزولة ومهمشة ولم تر الا مزيد التضييق عليها ووعودا زائفة، وبقي ابناؤها يقتاتون من معبر راس جدير وذلك بسبب غياب ارادة سياسية لتغيير وجه المنطقة تغييرا كاملا، حسب الناشط عادل ناجي.