يقوم ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي، حاليا بعملية نموذجية لتقليم (زبيرة) ومداواة أشجار الزيتون من مختلف الاعمار بالمناطق الجبلية، من شأنها تحسين نوعية انتاجها ومردوديتها وتحسين دخل صغار الفلاحين وتثمين انتاجهم من الزيت بالمناطق الجبلية بولايات بنزرت وباجة وجندوبة والكاف وسليانة، حسب المدير العام للديوان، هشام الخميري .
وأكد نفس المصدر، فى تصريح لـ(وات)، اليوم الثلاثاء، ان العملية تشمل الزياتين المنجزة فى نطاق المشاريع السابقة للديوان بالمناطق الجبلية بـ5 ولايات على مساحة 300 هكتار سنويا، وقد تقدمت العملية النموذجية بنسبة 80 بالمائة وبلغت تكلفتها 100 الف دينار، مضيفا ان هذه العملية تعتبر نموذجية لانها عملية تشاركية، حيث تم ابرام 12 اتفاقية اشغال تقليم اشجار الزياتين خلال الموسم الفلاحي الحالي مع عدد من مجامع التنمية فى قطاع الفلاحة والصيد البحري، لدعم المبادرة المحلية لهذه الهياكل ومع مراكز التكوين المهني الفلاحي وهياكل الارشاد لمناطق تدخل الديوان بالولايات المذكورة.
وأضاف، ان لهذه العملية دور كبير فى تكوين جيل من الفلاحين والمتكونين الجدد فى العناية بالزياتين وصيانة الغراسات وتحسين انتاجيتها وتمكينهم من شهادات فى تقليم الاشجار، خاصة ان هذا القطاع يحتاج الى التشبيب.
وأبرز ايضا، أن العناية بقطاع الزياتين ستتواصل عبر متابعة جودة زيت الزيتون بالشراكة بين ديوان تنمية الغابات بالشمال الغربي ومعهد الزيتونة، بهدف تحليل عينات الزيوت والتعرف على مميزات الانتاج، متوقعا ان هذا العمل من شأنه ان يمكن من الترفيع فى سعر زيت الزيتون بالمناطق الجبلية المعروفة بأنها ذات جودة كبيرة ومن تمكين سكان المناطق الجبلية من مداخيل اكبر بعد توفر مرجعية واضحة لخصائص زيوتهم.
وقال في ذات السياق، ان قطاع غراسة الزياتين يخضع بالديوان لمنظومة كاملة بداية من اختيار المنتفعين بمناطق التدخل، وهم غالبا من الفلاحين الذين يملكون اقل من 5 هكتارات وحتى بعد الانتاج، كما يخضع لمعايير تتعلق بكثافة الزياتين بالمناطق الجبلية والمسافة الفاصلة بينها، حيث تتم غراسة 100 شجرة فى الهكتار، وذلك بهدف حماية التربة بالمرتفعات.
وبيّن، ان هذه العملية تندرج فى اطار تجربة حقلية تكوينية للمنتفعين وفي اطار تنفيذ الديوان لعنصر دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال تفعيل الدور التنموي للهياكل المهنية الفلاحية بالمناطق الجبلية.
تجدر الاشارة، الى ان الديوان قد انجز فى الفترة المتراوحة بين سنتي 2011 و2017 حوالي 2000 هكتار سنويا من مساحات الزياتين، وواصل بعد سنة 2017 بنسق اقل لتراجع امكانياته، حسب نفس المصدر.
وقد أُحدث ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي سنة 1981 للحد من الفوارق بين المناطق، ويتدخل فى المناطق الجبلية بسليانة وباجة وجندوبة والكاف وبنزرت، باعتماد منهجية تشاركية غالبا، وقد انجز عدة مشاريع بتمويلات عالمية مختلفة.