قال الامين العام للاتحاد التونسي للشغل نورالدين الطبوبي اليوم الجمعة إن « المنظمة الشغيلة تتجه إلى الإضراب العام في القطاع العمومي من أجل الضغط لانقاذ المؤسسات العمومية التي تعيش اشكاليات هيكلية ومادية خانقة بسبب فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد خلال السنوات العشر الاخيرة ».
وأضاف الطبوبي لدى اشرافه على تجمع عمالي بمقر شركة الخطوط الجوية التونسية « التونيسار » بالعاصمة إنه « آن الاوان للوقوف صفا واحدا امام محاولات اضعاف الدولة والتفويت في مؤسساتها العمومية التي تعرف تدميرا ممنهجا في الوقت الذي تواصل فيه النخبة السياسية مناكفاتها من اجل السلطة والسيطرة على مفاصل الدولة ».
وأكد ان « الاتحاد سيكون دائما في طليعة القوى التي ستحافظ على مكاسب الشعب التونسي ومؤسسات الدولة »، معتبرا محاولات التفويت في الناقلة التونسية ومجامعها خطا احمر، شانها في ذلك شان بقية المؤسسات العمومية.
ودعا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في اصلاح « التونيسار » وضخ الاموال اللازمة لانقاذها من الانهيار « مثلما تفعل كل بلدان العالم مع ناقلاتها »، مشددا على « ضرورة انخراط الحكومة بكل جدية في مسار انقاذها من خلال التدقيق في ديونها ودفع المستحقات المالية المستوجبة عليها فضلا عن اعادة النظر في الوضعية التعاقدية للشركة التركية « تاف- تونس » مع مجمع الخطوط الجوية التونسية »، حسب قوله.
وطالب الطبوبي في هذا الخصوص بما أسماه « المفاوض الكفء والمسؤول » القادر على ايجاد الحلول المناسبة لفض اشكاليات المؤسسات العمومية واصلاحها بالمفهوم الوطني وليس بمفهوم « السمسرة التي تسمح بالتفويت فيها لاطراف اجنبية وبالتالي الارتهان للقوى الخارجية على حساب السيادة الوطنية »، على حد تعبيره.
وقد شهد الفضاء الخارجي لمقر الخطوط الجوية التونسية تجمعا حاشدا لاعوان واطارات الناقلة التونسية واسلاكها المختلفة، رافعين شعارات منددة بسياسة الدولة الرامية الى التفويت فيها واخرى رافضة لوجود الرئيسة المديرة العامة الفة الحامدي على راس « التونسيار ».
كما توقفت ظهر اليوم حركة الملاحة الجوية بمطار تونس قرطاج، بسبب دخول جميع اسلاك الخطوط الجوية التونسية في اضراب مفتوح، حيث تعطلت حركة النقل الجوي كليا على مستوى توقف واقلاع الطائرات الى جانب توقف نشاط الافراغ والشحن وكافة الخدمات الارضية بما فيها الحجوزات وتاكيد السفر والتسجيل، وفق ما عاينته صحفية /وات/.
ويأتي اضراب اعوان واطارات « التونيسار » للمطالبة بانقاذ الناقلة الوطنية من شبح الافلاس خاصة بعد قرار عقلة على ارصدتها البنكية بمقتضى شكوى مرفوعة ضدها من قبل الشركة التركية « تاف-تونس » المستغلة لمطار النفيضة.
