البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

شكري-بلعيد-640x411

في الذكرى الثامنة لاغتيال شكري بلعيد … وقفة رمزية في مكان الجريمة للمطالبة بكشف الحقيقة واستحضار مسيرة الشهيد

مرة اخرى، يضرب نشطاء بالمجتمع المدني وسياسيون ومواطنون موعدا في مكان جريمة اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد ،احياء للذكرى الثامنة لهذا الاغتيال ليرددوا النشيد الوطني، ويعبروا عن تمسكهم بكشف الحقيقة كاملة لهذه الجريمة السياسية والمطالبة بمحاسبة كل الاطراف المورطة فيها تنفيذا وتخطيطا.
حضرصباح اليوم السبت في هذه الوقفة الرمزية التي اصبحت تقليدا سنويا بمناسبة ذكرى الاغتيال منذ أريق دم شكري بلعيد الامين العام لحزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد بطلقات الرصاص، أصدقاء وعائلة الشهيد فضلا عن طيف واسع من الفاعلين السياسيين ومنتسبو حزب الوطد ، الذين رددوا شعارات منددة بالجريمة واخرى للتعبيرعن الوفاء للشهداء والسيرعلى دربهم .
اغتيل شكري بلعيد ذات صباح يوم بارد حزين في 6 فيفري 2013 أمام منزله بالمنزه السادس عن عمر 49 سنة ،وكانت لطلقات الرصاص هذه صدى لدى فئات كبيرة من الشعب التونسي الذي خرج الى الشارع للتظاهر والتنديد بالجريمة، ثم شيع الشهيد الالاف من المواطنين يوم 8 فيفري الى مثواه الأخير في جنازة وطنية لم تشهدها تونس منذ عشرات السنين.
وقد شكلت كل من جريمتي اغتيال شكري بلعيد والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي التي جدت في جويلية 2013 محطة فارقة في تاريخ تونس بعد الثورة ،وزلزالا سياسيا دخلت اثره البلاد في أزمة سياسية لم تخرج منها الا بالحوار الوطني وخروج حكومة الترويكا من الحكم .
عرف شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديموقراطين الموحد، بجملته الشهيرة « يلزمنا ناقفو لتونس » وهي جملة اصبحت من الأقوال المأثورة، وكان يرددها الشهيد المفعم بحب البلاد وبحماسته الجامحة للقضايا العادلة، جملة ترجمت عمق وعيه بصعوبة مرحلة ما بعد الثورة وتعقد الانتقال الديموقراطي وهي ايضا دعوة لكل مواطن تونسي بان يمارس مواطنته بعدم الاستقالة من المساهمة في مشروع بناء « تونس الديموقراطية الاجتماعية » لان « تونس جديرة بان تعيش تحت الشمس وفوق الأرض » مثلما كان يقول الشهيد .
وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء قال شقيق الشهيد، عبد المجيد بلعيد الذي كان حاضرا في هذه الوقفة ان جملة « يلزمنا ناقفو لتونس » استعملها سياسيون اخرون بعده وهي لا تعدو ان تكون شعارا اجوف لا يحمل معنى، فكلهم يتحدثون عن انقاذ تونس لكن جميع من في السلطة دون استثناء كانوا يريدون الوقوقف الى جانب مصالحهم الخاصة وليس لتونس »
واضاف ان شكري بلعيد كان في مسيرته السياسية حاملا لمشروع يؤمن به وهو « ان تونس فيها مائة وردة بمائة لون » مثلما كان يقول الشهيد الذي كان مستعدا لعمل مع كل الاطياف التي تؤمن بمدنية الدولة والعمل والالتقاء على الحد الادنى معتبرا ان القوى التقدمية واليسار عموما لم يعد لها زعيم وفق قوله .
من جهته قال زياد الاخضرالامين العام لحزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد، ان اغتيال شكري بلعيد كان اغتيال « مشروع زعيم لهذه البلاد الذي كان بامكانه تقديم اضافات جوهرية في الاتجاه الصحيح وتحقيق اهداف الثورة  » مؤكدا ان بلعيد كان مناضلا استطاع ان يلتقط اللحظة ابان الثورة وكان حاملا لخطاب لم يسمع في ذلك الوقت ولكن في لحظة الاغتيال فهم التونسيون عمق ما كان يقوله شكري بلعيد وحقيقته وصدقه وخطورة ما كان يوصفه لهم.
واضاف الاخضر ان الشهيد هو ابن الاحياء الشعبية بتونس، تشبع منذ دراسته بالمعهد الثانوي بالافكارالثورية التقدمية والديموقرطية ومشاريع المقاومة لسياسات الظلم والاستبداد والاستغلال، كما مكنه مساره الجامعي من كلية العلوم الى دراسة الحقوق من تكوين شخصية المناضل الملتحم بقضايا الوطن العربي مشيرا الى ان تجربة باريس كانت محطة جوهرية في حياته مكنته من تعديل فهمه للبعد الانساني والبعد الديقراطي العميق للعديد من القضايا الى ان عاد الى تونس وكان من الناس الذين وقفوا بقوة ضد منظومة حكم بن علي مؤكدا ان طروحات الشهيد دفعت حزب « الوطنيين الديموقراطيين » الى تبني عديد المواقف التي كانوا لا يتبنونها وفق تعبيره.
واوضح زياد الاخضر، ان شكري بلعيد كان يتابع الشان الدولي والتحولات الكبيرة لاسيما مقولة « الشرق الاوسط الكبير والفوضى الخلاقة » وفهم مشروع الاخوان المسلمين الذي كان يعتبره ذراعا سوف يتم استخدامه في انفاذ هذا المشروع ،مبينا ان في لحظة 2011 ،كان شكري بلعيد منبها الى « ان هؤلاء الناس لا يحملون مشروعا يخدم تونس بل ان مشروعهم الحقيقي هو العنف والفوضى والارهاب والتقتيل والعنف السياسي  »
واضاف ان « عبقرية شكري بلعيد » كانت في انه بقدر صرامته في المبادئ وشراسته في المعارك السياسية كان محبا للناس ويحفظ العهود ومثقفا ومطلعا جيدا على الادب الانساني وكاتبا للشعر وهي صفات لا تتوفر لدى معظم الناس.
يجمع كل من عرف شكري بلعيد او من استمع الى تدخلاته على انه كان صاحب خطاب قوي ونظرة ثاقبة للواقع السياسي والاجتماعي وهو المناضل الذي عارض النظام الاستبدادي لنظام بن علي و بورقيبة وتم تجنيده في سنة 1985 برجيم معتوق بالجنوب التونسي كما كان الشهيد احد القيادات الطلابية التاريخية التي انجزت المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس واحد أعضاء مكتبه التنفيذي
امتهن شكري بلعيد المحاماة وعرف بالتزامه المهني في الدفاع عن الحقوق والحريات وانخراطه في القضايا السياسية التي كان له منها موقفا مبدئيا لا يتأثر بالانتماءات السياسية او الأيديولوجية لأصحاب هذه القضايا كما كان احد المحامين عن النشطاء في الحوض المنجمي سنة 2008 فضلا عن انخراطه الكامل في حراك الثورة التونسية .
كان شكري بلعيد يحمل خطابا يؤكد على ان العمل السياسي يدخل في « مجال النسبي » رافضا للعنف السياسي ومنبها منه ،ومدافعا عن النضال السلمي المدني الى جانب سعيه الى تحقيق حلم تجميع القوى اليسارية في حزب يضم كل الروافد والاطياف السياسية التقدمية اليسارية .

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma