لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي
فقدت التلفزة التونسية يوم الأربعاء 3فيفري 2021 واحدا من ابرز مخرجيها وهو المخرج الفنان عبد القادر الجربي ، الذي لطالما اسعد جمهور النظارة في التلفزة التونسية بمسلسلات رائعة على غرار « الدوار » …العاصفة » …و »تلك الأيام » وغيرها من الأعمال الأخرى الرائعة …وحتى يتعرف شباب اليوم من القراء ننشر في « بوابة الإذاعة التونسية « حديثا كان أجراه لهذا المخرج الزميل عبد السلام بلال ونشر على أعمدة مجلة « الإذاعة والتلفزة « التونسية بتاريخ 24 افريل 1999 .
وعن بداياته قال : كنت في شبابي من المعجبين بالمخرج المصري صلاح أبو سيف كما تأثرت أيضا بالسينما الايطالية وبعض المخرجين « كفكورتي » و »فليني » … وأضاف : تأثري بالفن السابع جعلني أشاهد كل الأفلام في قاعات سينما ببنزرت أيام زمان ، حيث كنت احفظ أسماء الأفلام والممثلين والمخرجين . وهو ما جعلني بعد ذلك أرجح كفة الإخراج على الفلسفة وهو الاختصاص الذي اتبعته بعد « الباكالوريا » حيث درست السينما في أوروبا.
وإجابة عن سؤال حول بداياته في التلفزة التونسية قال : لما انطلقت التلفزة التوسية في البث في ماي 1966 ، التحقت بها ثم غادرتها سنة 1967 ضمن المخرجين الذين اختارتهم إدارة التلفزة التونسية ، ليقوموا بالتكوين في مجال الإخراج التلفزي ، ولما عدت قدمت بإخراج العديد من الحصص للشباب والأشرطة التلفزية اذكر منها » ابنتكم روضة » … وفي بداية الثمانينات خضت تجربة « الدبلجة » للأشرطة الموجهة للأطفال اذكر منها » شبيح » و »قرينط الشلواش » …
أما بخصوص انطلاقته في إخراج الأعمال الدرامية قال : كانت البداية سنة 1986 بإخراج السلسلة الكوميدية » خاطيني « بطولة المنجي العوني ونورالدين بن عياد . وبعد المنعرج الحاسم الذي عرفته الدراما التلفزية سنة 1989 حيث أمست المسلسلات ركنا قارا في البرمجة الرمضانية التلفزية قمت بإخراج مسلسل « الدوار » سنة 1992 ومسلسل « العاصفة » سنة 1993 و »الحصاد » سنة 1995 ثم تلتها أعمال درامية أخرى اذكر منها « حكم الأيام » زعمة » » علا ش جينا » وهي أعمال نالت اهتمام المشاهدين .
نعيمة الجاني والأفاعي …
وردا عن سؤال حول ما يوليه من اهتمام حول الموسيقى التصويرية قال : اعتبر نفسي « سميعا فحيثما كنت استمع باستمرار للموسيقى « السمفونية » وبما أن الموسيقى التصويرية هي جزء من الكل في كل عمل درامي فإني أولي الاهتمام الكبير لهذا الجانب في كل عمل أخرجه ،وما أثلج صدري وجعلني اشعر بالاعتزاز هو أني استمعت ذات مرة بالصدفة لإذاعة الأردن وهي تبث موسيقى الدوار كلحن مميز لأحد برامجها .
وإجابة عن سؤال حول حول عملية » الكاستينق » وما يرافقها من تذمر من قبل عديد الممثلين الذين يعتبرون أن المخرج يكلف بها مساعديه لذلك يكون الاختيار فيه الكثير من المحاباة قال : بالنسبة إلي أحاول في عملية » الكاستينق » اختيار الممثل المناسب في الدور المناسب ولابأس في أن أعيد الكرة مع ممثل في أكثر من مسلسل …وعلى سبيل الذكر لا الحصر احترم مصطفى العدواني في جديته وكذلك جليلة برهان ، كما أني اكتشفت بعض الوجوه الجديدة التي برهنت بعد ذلك على امتلاكها لمواصفات الممثل الجيد مثل الممثلة ريم الرياحي .وأضاف : كما اقدر ما قامت به الممثلة نعيمة الجاني حيث أنها نامت ومجموعة من الأفاعي تنساب حول جسمها دون » تريكاج » …لذلك منحتها دور البطولة في العاصفة .
العاصفة كادت بالعاصفة …
واختتم الحديث بنادرة حصلت له أثناء تصوير مسلسل العاصفة فقال: ما اذكره من النوادر التي لا تمحى من مخيلتي ( الخمس دقائق) الأخيرة من تصوير مسلسل » العاصفة » فلما كنا نصور آخر لقطة لسفينة صغيرة تلعب بها الأمواج في البحر وإذا بسيارة الإذاعة تهوى من الأعلى بسبب قوة الرياح وتصطدم بالصخور وتسكن مياه البحر…الحادثة بالنسبة إلي كارثة عظمى لان جميع الأشرطة التي صورناها لمسلسل » العاصفة » توجد كاملة داخل السيارة ومن هذا المنطلق ارتميت بثيابي في مياه البحر وأسرعت لإخراج صندوق الأشرطة وكان أن أنقذت ملسلسل « العاصفة » من العاصفة .
