تحتفل تونس، باليوم العالمي للمناطق الرطبة والذي يوافق يوم 2 أفريل من كل سنة، وذلك على غرار 172 دولة موقعة على اتفاقية  » رمسار » حول المناطق الرطبة.
وفي هذا الخصوص، أكد الخبير الدولي في التصرف والمحافظة على الطبيعة ومدير سابق ومؤسس لمكتب شمال إفريقيا (تونس) للصندوق العالمي للحياة البرية، فوزي معموري، في حوار لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أهمية تلك المناطق الرطبة في نظام الطبيعة في تونس ودورها في مجابهة التغيرات المناخية، داعيا إلى إحداث مرصد وطني للمناطق الرطبة.
أي أهمية تمثلها المناطق الرطبة للنظام البيئي في تونس ؟
فوزي معموري : بالنسبة لتونس فإن المناطق الرطبة تلعب دورا تراثيا بما انها تعتبر مكون من مكونات التراث الثقافي، لا سيما، بإلهامها الذي لا يتوقف عن جذب الزائرين لأهداف بيداغوجية وسياحية مما يكسبها قيمة اجتماعية واقتصادية هامة .
تونس هي من بين البلدان التي تحمل ارتباطا بين مساحة المناطق الرطبة والمساحة الجملية للأراضي، وهو الأكثر ارتفاعا في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وحسب التعداد الحالي يوجد أكثر من 250 منطقة رطبة طبيعية. وتغطي، في الواقع، أكثر من 8 بالمائة من مساحة الدولة وهي كثيرة التنوع ( غرايت، السبخة، البحيرة، الشط، المستنقعات، الملاحة، الأودية الدائمة أو الفصلية …)
وتأوي المناطق التونسية الرطبة العديد من الكائنات الحية المهددة بالاندثار على غرار أنواع من النباتات الطبية والأعلاف ومنها ما تم استعمالها في مجال الصناعات التقليدية.
ونستعيد في المناطق التونسية الرطبة أكثر من 584 نوع من النباتات الأرضية والبحرية، وأكثر من 276 نوع من العصافير أغلبهم طيور مهاجرة تلجأ إلى المناطق الرطبة ويمكن أن يصل عددها في فصل الشتاء إلى نصف مليون نوع. وكذلك الثدييات النادرة التي نجد فيها ثعالب الماء الشائعة وجاموس الماء.
وات: هذه السنة، سيتم الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة تحت عنوان  » المناطق الرطبة والماء لا ينفصلان وأساسيان للحياة » ما مدى واقعية هذا المحور
فوزي معموري : يسلط هذا المحور الضوء على المناطق الرطبة باعتبارها مصدر مياه عذبة وتشجع المبادرات الهادفة لتلافي الخسارة لأن المناطق الرطبة في تركيبتها هي نظم بيئية، وفي هيكلتها وعملها تشكل عبر الماء. وهيعنصر أساسي في مختلف مراحل الحياة وتمثل موردا رئيسيا للتنمية البشرية.
ويبين تعدد الأهمية للماء، التحديات الكبرى التي تتمحور حول استغلاله بصفة مستدامة ، لا سيما، في المناطق الجافة أين يتكون عنصر من عناصر الحياة النادرة، والذي يخضع لضغوط مضاعفة من قبل البشر في ظل النمو المتواصل والجفاف المتكرر.
كما تأوي المناطق الرطبة 40 بالمائة من أنواع الأحياء في هذا الكوكب. فسنويا ما يقارب 200 نوع جديد من الأسماك يقع اكتشافها في المناطق الرطبة للماء العذب.
وات : ما هو الدور الذي تلعبه المناطق الرطبة لمكافحة التغيرات المناخية ؟