أصدر، مساء اليوم الاثنين، كل من الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة، والاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري، والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وتنسيقية البلديات بسليانة، فضلا عن مجموعة من نواب الجهة، بيانا مشتركا حول الاحتجاجات الأخيرة لشباب الجهة.
وتم التأكيد، من خلال هذا البيان، الذي تحصلت « وات » على نسخة منه، على أن « حالة التهميش المتواصلة، وتزايد الانقطاع المدرسي المبكر، مع تفاقم البطالة، دفع بمئات الشباب إلى مسالك خطيرة ومختلفة، أخذت في أحيان كثيرة مناحي عنيفة نتيجة غياب التأطير وانحسار الوعي »، معتبرين أن معظمها « شرعية ومشروعة » وان تكررها أثناء الليل قد يحيطها بعديد الشبهات، علاوة على غياب محتوى واضح وشعارات ملموسة.
وعبّروا، في ذات البيان، عن تفهمهم لما يجدّ حاليا من احتجاجات ليلية ينفذها بها الشباب المهمش ، رافضين مواجهتها بمعالجات امنية عنيفة باستعمال مفرط للغاز المسيل للدموع، فضلا عن مداهمات للمنازل والأحياء، لاسيما وانها لم تسجل أي تخريب او استهداف للممتلكات العامة والخاصة، على حد تعبيرهم.
وطالبوا، في سياق متصل، بالافراج عن كل الموقوفين ما لم تتعلق بهم شبهات إرهابية، ووقف جميع التتبعات القضائية في علاقة بالاحتجاجات الحالية، وإلغاء الاستدعاءات لمراكز البحث الجهوية والوطنية، فضلا عن سحب جميع التعزيزات الامنية القادمة من خارج الولاية.
ودعا ممثلي فروع المنظمات الوطنية بالجهة، الشباب الى التخلي عن التظاهر ليلا والتعبير عن مطالبهم واحتجاجاتهم سلميا في وضح النهار، محملين الحكومات المتعاقبة مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع بالبلاد. وطالبوا الحكومة الحالية الى التعجيل بايجاد الحلول الكفيلة لإنهاء هذا الوضع المتأزم.
من جانبه، قال الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة،أحمد الشافعي، في تصريح لـ »وات » عقب جلسة عمل انعقدت، صباح اليوم الاثنين، بمقر الولاية تحت اشراف والي الجهة وبحضور الاطارات الامنية وممثلي المنظمات الوطنية والنقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بسليانة، وعدد من النواب وممثل عن هيئة المحامين، أنه تم خلال هذه الجلسة، التطرق الى نقاط التوتر بما في ذلك الاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع والمداهمات، لافتا الى إبداء الامنيين تفهمهم في هذا الخصوص.
وأضاف، ان الجلسة كانت جدّ ايجابية، حيث سيتم التدخل لدى السلط القضائية قصد الافراج عن الموقوفين، فضلا عن الاتصال بشباب الجهة عبر عائلاتهم وأشخاص مؤثرين باتجاه التهدئة ورفع مطالبهم ومشاغلهم الى السلطات المعنية.
وقد انعقدت، مساء اليوم الإثنين، أيضا، جلسة ثانية بمقر ولاية سليانة، جمعت جل ممثلي المنظمات الوطنية وعدد من متساكني الجهة وممثل نقابة الأمن، قصد تكوين لجان لحلحلة الإشكاليات والدعوة إلى التهدئة، علما وأن عدد من عائلات الموقوفين، تجمعوا اليوم أمام مقر المحكمة الابتدائية بسليانة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.
وفي سياق آخر، اتفق الائتلاف الجهوي للمنظمات الوطنية بسليانة، المجتمع اليوم بمقر اتحاد الشغل، على تنفيذ اضراب عام يوم 2 فيفري المقبل من أجل مطالب الجهة العالقة، ومشاريعها المعطلة وحقها في التنمية العادلة، بعد أن كان هذا الإضراب مقررا ليوم 28 جانفي الجاري.
يذكر ان الجهة سجلت في الأيام المنقضية مواجهات بين مجموعة من الشبان والوحدات الأمنية بعدد من أحياء بسليانة المدينة وعدد من المعتمديات.