أفادت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية أنها ستعلن عن طلب عروض جديد لاستغلال كاتدرائية القديس سان لويس بقرطاج المعروفة بالأكروبوليوم، وذلك في إطار لزمة وفق كراس شروط جديد يضمن المحافظة على سلامة المعلم و اتخاذ كافة الاحتياطات لاحترام الوفاء بالتعهدات الفنية والمالية.
وذكرت هذه المؤسسة، في بيان أصدرته يوم الأحد، أن بإمكان جميع المستثمرين الحاملين لمشروع ثقافي بمن فيهم المستغل السابق، المشاركة في طلب العروض الذي سينشر بعد استكمال جميع التدخلات على مبنى المعلم، في إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة في مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأكدت الوكالة أن مستغِلّ معلم الأكروبوليوم بقرطاج رفض الخروج بالطرق الودية، مضيفة أن « أمام إصراره على مواصلة استغلال المعلم بدون وجه حق ودون صفة قانونية منذ قرابة عشر سنوات، لجأت الوكالة و الأطراف المتعاقدة لرفع قضية ضده، وإعادة التنبيه عليه، منذ سبتمبر 2018 ، للخروج وخلاص ما تخلد بذمته لفائدة الدولة باعتبار أنه واصل استغلال المعلم ».
وتابعت في البيان ذاته، أن حكما باتا صدر يوم 29 نوفمبر 2019 يُلزم المستغِلّ بالخروج من فضاء معلم الكنيسة لانتهاء المدة، و »حتى يتمكّن مستغِلّ المعلم من وقت معقول إضافي لإخلائه وتسوية ما تخلد بذمته من ديون، تمّ التوصّل إلى إبرام اتّفاق بالصّلح ممضى بتاريخ 26 أوت 2020 يلتزم فيه بخلاص المتخلّدات التي بذمّته وفق أقساط تمّ الاتّفاق عليها وضبط مبلغها وتاريخ تسديدها من جهة، ومن جهة أخرى إلتزام المستغل بالخروج من المعلم في 31 ديسمبر 2020 وتسليمه شاغرا من كلّ الشّواغل »
وأوضحت أن المستغلّ ماطل في دفع القسط الثّالث ( 15 نوفمبر 2020 )، رغم إمضائه على الصلح المذكور، وطلب الإمهال مرة أخرى عن طريق محضر عدل منفذ بتأجيل تسليم المعلم إلى سنة أخرى و ذلك في مخالفة تامة لما تمّ الإتّفاق بشأنه صلب اتفاقية الصّلح ومع الحكم القضائي الصادر ضدّه بالخروج.
وتطرقت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية إلى تاريخ إسناد لزمة استغلال كاتدرائية القديس سان لويس بقرطاج، مبرزة أن عملية إسناد لزمة استغلال هذا المعلم تمت بمقتضى اتفاقية مؤرّخة في 9 أكتوبر 1992 و تم اعتماد تاريخ 26 أكتوبر 1996 كبداية سريان اللزمة ومدتها عشر سنوات، ثم تمّ التمديد لمدة ثلاث سنوات أخرى مع منح تخفيض بـ 30% بطلب من مستغل المعلم و بموافقة الوزارة.
وقامت الوكالة باستصدار إذن على عريضة في تعيين 3 خبراء مهندسين لمعاينة الحالة الإنشائيّة للمعلم الذي يشهد « عديد الإخلالات » حتى تقوم الوكالة بترميمه و صيانته وتهيئته بالتنسيق مع المعهد الوطني للتراث، على ضوء تقرير الخبراء العدليين وخبراء المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الناشطين على الفايسبوك، من ضمنهم جمعية اصدقاء قرطاج، أمضت على عريضة « مناصرة » للإبقاء على معلم الأكروبوليوممفتوحا، وتم تداولها على الشبكات الاجتماعية. وندّد الموقعون على هذه العريضة بما وصفوه وضع المعلم تحت « عقلة قضائية » و »تشريد » 15 عاملا في هذا المعلم.
وكان مصطفى عقبي، مستغل هذا المعلم، توجه برسالة إلى وزير الشؤون الثقافية، منذ أشهر حول وضعية معلم الأكروبوليوم بقرطاج، أرجع فيها تراكم الديون المتخلدة بذمته مع الوزارة، إلى أن مصالح الوزارة لم تقم بالسداد السنوي الذي كان يوجه إليها عند كل موعد نهائي »، قائلا إن ذلك سيترتب عنه إفلاس الشركة المؤسسة لا سيما خلال هذه الفترة من الأزمة، وفقدان الوظائف المباشرة وغير المباشرة ، ووقف الأنشطة التي تمثل حركية لمنطقتي قرطاج وسيدي بو سعيد.
ويعود تشييد كاتدرائية قرطاج إلى أواخر القرن التاسع عشر ما بين 1884 و1890، حيث استمر بناؤها مدة 6 سنوات، في عهد الاحتلال الفرنسي لتونس، بجانب مصلى يرجع بناءه إلى سنة 1840.
وسميت الكنيسة باسم القديس لويس، ملك فرنسا، المكان الذي توفي فيه سنة 1270ميلادي أثناء الحملة الصليبية.
