أقرت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بصفاقس، التي انعقدت عشية اليوم الإثنين عن بعد بمقر ولاية صفاقس، رفع المقترح الصادر عن عدد من أعضاء اللجنة الموسعة، والقاضي بتأجيل العودة المدرسية والتكوين المهني لمدة أسبوع، إلى سلطتي الإشراف، فضلا عن اتخاذ جملة من الاجراءات الأخرى من أجل التصدي لانتشار فيروس كورونا، كان أبرزها تشديد الرقابة والصرامة في تطبيق البروتوكول الصحي واحترام توقيت حظر الجولان ومنع التظاهرات الخاصة والعامة ومنع التنقل بين الولايات ومنع انتصاب الأسواق الاسبوعية لمدة 15 يوما، والمضي قدما في حملات التحسيس والتوعية ضمن برنامج « عزيمة » الذي بادرت به وزارة العلاقات مع المواطن والهيئات الدستورية.
وقد اقترحت ممثلة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، فاطمة شبشوب، في تدخلها، تأجيل العودة المدرسية لمدة أسبوع، مع غلق رياض الأطفال والمحاضن والحمامات والأسواق الأسبوعية والقاعات الرياضية لمدة أسبوع أيضا، وذلك بالنظر لما تم تسجيله في المدة الأخيرة من ارتفاع للحالات الايجابية التي قدرت ب30 بالمائة في صفاقس « بسبب الاكتظاظ الذي شهدته الجهة خلال فترة أزمة نقص الغاز وتسيب المواطنين في عطلة آخر السنة الإدارية »، وفق تقديرها.
وبدوره، ذكر المدير الجهوي للتعليم بصفاقس 1، محمد بن جماعة، أن « نسبة الغيابات في اليوم الأول من العودة المدرسية بعد عطلة نصف السداسي الأول تراوحت بين 20 و80 بالمائة في صفوف الإطار التربوي والتلاميذ، معربا عن تخوفه من خروج الوضع الوبائي عن السيطرة داخل المؤسسات التربوية، وعدم إمكانية تطبيق البروتوكول الصحي داخل فضاء المؤسسات التربوية زمن العودة الكاملة للتلاميذ والإطار التربوي خلال نهاية الأاسبوع الجاري »، مشيرا إلى أن القرار يبقى موكولا إلى سلط الإشراف بخصوص تأجيل العودة المدرسية.
من ناحيته، اقترح رئيس بلدية طينة، علي الهريشي، تأجيل العودة المدرسية لمدة 10 أيام، أو تطبيق الحجر الصحي الشامل على مدينة صفاقس لمدة 10 أيام.
أما رئيس جامعة صفاقس، عبد الواحد المكتي، فقد تساءل عن مدى وضوح الرؤية على مستوى وطني بخصوص الحصول على اللقاح لفيروس كورونا، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة فتح اكتتاب وطني من أجل الإاسراع بتوفير اللقاح ضد فيروس كورونا في أقرب الآجال، وذلك في صورة عدم توفر الامكانيات المادية للدولة، إضافة إلى تفعيل أقسام كوفيد-19 داخل المستشفيات الجهوية، وتوخي المزيد من الصرامة في تطبيق الاجراءات المتعلقة بتطبيق البروتوكول الصحي.
من جانبه، اعتبر رئيس بلدية العين، خالد معلى، أن ارتفاع عدد الاصابات في صفاقس يعود أساسا إلى عدم إحترام المواطنين البروتوكول الصحي وليس إلى الترفيع في عدد التحاليل السريعة، مشيرا إلى أن « الحل الأمثل للتصدي لانتشار الوباء لا يكمن في فرض الحجر الصحي الشامل على جهة صفاقس، وإنما في احترام البروتوكول الصحي بصفة متحضرة من قبل المواطنين  » وفق تعبيره.
وفي ذات السياق، أكد رئيس بلدية صفاقس، منير اللومي، ضرورة التكثيف من دوريات المراقبة من قبل أعوان الشرطة البلدية لتشمل جميع المحلات المفتوحة للعموم، مع توخي الصرامة في احترام البروتوكول الصحي وتطبيقه واتخاذ اجراءات زجرية وإصدار قرارات بالغلق الفوري إزاء المخالفين.
.
هذا وقد استفسر عدد من النواب في تدخلاتهم حول تحديد المناطق والمعتمديات التي تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات، ووضعية المرضى المقيمين بأقسام العناية المركزة وقسم كوفيد-19 بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، ومدى جاهزية المستشفى الجامعي الجديد الذي تم افتتاحه اليوم من حيث طاقة الإيواء والعنصر البشري، مقترحين تأجيل العودة المدرسية لمدة أسبوع وتعليق الأسواق الاسبوعية وإلغاء الرحلات المنتظمة.
وفي رده على التدخلات، أكد المدير الجهوي للصحة بصفاقس، الدكتور جوهر المكني، أن جميع الوحدات الصحية جاهزة لإيواء المصابين بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه يجب التعاطي مع الوضع الوبائي بصفاقس بحذر، وإلى أن العدد المرتفع من الإصابات الذي تم تسجيله في الفترة الأخيرة بصفاقس (من 18 ديسمبر الماضي إلى 3 جانفي الجاري) يعود أساسا إلى الترفيع في عدد التحاليل السريعة.