البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

صلاح الدين البلهوان

صلاح الدين البلهوان كاتب غزير الإنتاج ألف أكثر من ثلاثة آلاف نص

 

لبوابة الإذاعة التونسية – عبد الستار النقاطي

صادف يوم 19 ديسمبر 2020 الذكرى السابعة لرحيل المؤلف و »السيناريست » صلاح الدين البلهوان الذي يعد من ابرز الكتاب الذين تميزوا بكتاباتهم المتنوعة للمسرح الإذاعي وللتلفزة التونسية ّ… فهو فارس لا يشق له غبار في مجال الكتابة الإذاعية . فقد ملأ خزينة الإذاعة إبداعا وكتب ما يفوق عن ثلاثة آلاف نص بين روايات ومسلسلات ، اشهرها على الإطلاق مسلسل  » شناب  » الذي تواصل بثه طوال خمس سنوات من سنة 1973 إلى سنة 1977 وتقمص الدور فيه بإقتدار الممثل عزالدين بريكة  ومن بين أعماله الأخرى الناجحة نذكر: « بنت بوها »…  » المديرة » … « الدنيا والحظ  » … « الهندي المقشر » … »الدنيا في الكف » وغيرها … وان كانت بعض الصحف اليومية والأسبوعية كتبت باقتضاب عن هذا المبدع الكبير بعد وفاته وقالت إنه ممثل مسرحي وهو لم يتقمص ولو دورا واحدا.  ولكي نعطي للرجل حقه فقد سبق وان أجريت له حوارين ، نشرا على أعمدة مجلة « الإذاعة والتلفزة » الأول في جانفي 1995 عندما ألف مسلسل  » بنت بوها  » والثاني في جويلية  1999 عندما ألف مسلسل  » الدنيا في الكف » … وحتى يتعرف شباب اليوم على هذا المؤلف القدير ننشر في  » بوابة الإذاعة التونسية »  أهم ما جاء في الحديثين اللذين أجريتهما له …

ولد صلاح الدين البلهوان بتونس سنة 1931 ، انضم في البداية إلى أسرة التربية كمدرس للتعليم الابتدائي ، ثم خاض غمار التجربة  كمذيع في الإذاعة الوطنية التونسية في الستينات ثم انقطع ليعود من جديد إلى سلك التعليم …وبما انه متأثر بجهابذة الكتابة للإذاعة على غرار احمد خيرالدين ومصطفى خريف وجلال الدين النقاش وغيرهم ، كانت مسرحية « مانخذش فاضل غيري »هي باكورة إنتاجه ولما قدمها لقسم التمثيل تم قبولها وقام بإخراجها حمودة معالي. ومن يومها واصل الكتابة للمسرح الإذاعي …ويبقى ابرز عمل كتبه هو مسلسل  » شناب  » الذي تواصل بثه طوال خمس سنوات في شهر رمضان المعظم.

وإجابة عن سؤال حول كيفية استلهامه للأفكار وصنع شخصياته الطريفة قال : أول شيء أقوم به هو تخيل الشخصية التي توحي للمستمع بالمواقف الطريفة ، فأركز عليها مستندا على إبراز جانب العيوب في سلوكها لحد المبالغة والغاية هي استفزازا المتلقي ليتفاعل معها ثم أطعمها بنماذج أخرى …

شخصية « شناب » الأبرز …

وردا عن سؤال حول كيفية ابتكاره لشخصية  » شناب » التي نالت نجاحا منقطع النظير تواصل بث المسلسل طوال خمس سنوات في شهر رمضان المعظم قال : من خلال معرفتي لأحد العاملين بالميناء البحري بتونس ويدعى  » الشلواح »  والذي يتميز بشخصية مرحة وجدية في الوقت نفسه ، فمواقفه وصرامته وتصرفاته وحركاته  التلقائية  » ونرفزته الجميلة  » جعلتني أسبح في الخيال لأبتكر شخصية  » « شناب «  وحتى أتمكن من  » تصميم الشخصية  » جيدا إن صح التعبير كنت اذهب يوميا إلى مقهى قريب من شركة الشحن والترصيف أين يعمل هذا الرجل ،لأراقب حركاته وسكناته ثم بدأت الكتابة … وللأمانة فقد كتبت الشخصية على مقاس الممثل عزالدين بريكة ، ولكن المخرج حمودة معالي رأى عكس ذلك ، فأختار لها في البداية الممثل محمد بن علي ولكنه فشل في تقمص الدور، وكذلك الشأن بالنسبة للممثل الحطاب الذيب ، وبعد نقاش مع لجنة الاستماع قرر إسناد الدورللممثل عزالدين بريكة الذي نجح في تقمصه باقتدار…ولما وجد الجزء الأول التفاعل الكبير من قبل المستمعين قررت إدارة الإذاعة الوطنية بث الجزء الثاني، ولما نجح هو أيضا اتفقت معي الإدارة على مواصلة  الكتابة ، ليستمر بثه في شهر رمضان إلى سنة  1977 وبلغت عدد حلقات المسلسل (138 حلقة )

وردا عن سؤال حول سر تواصل المسلسل طوال خمس سنوات قال : السر يكمن في حبك خيوط المسلسل وجعل المستمعين يتفاعلون معه في كل جزء . ومن بين الأشياء التي حاولت تطعيم النص بها هي كلمات مثل :  » اتك اتك  » و » روح جيب عشاك »… و » توه نعوجك » « وباي باي ياحبيبي  » و » خاطي خوك »… » ورخني منك «  وغيرها من الألفاظ الأخرى التي اخترتها بدقة وهي التي ساهمت في مزيد نجاح الشخصية…

نصوصي لا تتشابه إلا في الطرافة …

أما بخصوص كتابته للمسلسلات الأخرى ومحاولته المحافظة على النجاح نفسه قال : النجاح الذي لاقاه مسلسل  » شناب » لا يعني بالضرورة أن تكون بقية المسلسلات مثله ، أما القاسم المشترك بين أعمالي التي أقوم بتأليفها على غرار« بنت بوها »… « الدنيا والحظ  » … « الهندي المقشر » … »الدنيا في الكف » وغيرها فهو ابتكاري  للشخصية أولا ، ثم أطعمها بما أسجله في خيالي من صور لحياة المجتمع والناس مع التركيز على الجانب الطريف في العمل  للترفيه على المستمعين .وأضاف : الكاتب هو ابن مجتمعه وناقل أمين لكل تناقضاته ويجب عليه الاستماع جيدا إلى نبض الشارع ومسايرة إيقاع العصر .

وإجابة عن سؤال حول اقتصاره في الكتابة للإذاعة فقط أم أن له أعمالا للتلفزة قال : لقد فازت الإذاعة بنصيب الأسد حيث كتبت لها أكثر من ثلاثة  آلاف نص ، أما  التلفزة  فكتبت لها (60 عملا)  وكان أولها بعنوان  » الأستاذ حميدة  » الذي قدمته التلفزة بعد انطلاق بثها في ماي 1966 ، ثم كتبت نصوصا أخرى للسلسلة البوليسية الشهيرة  » ابحث معنا «  .

وعن سر اختاريه الكتابة دون ممارسة التمثيل قال : أنا بطبعي خجول ولا أريد الظهور أمام الناس ، والموهبة وحدها هي التي دفعتني للكتابة .

     وداعا والد « شناب « …  

يوم الخميس 19 ديسمبر 2013 انتقل صلاح الدين البلهوان  إلى جوار ربه ، وبوفاته فقدت الإذاعة التونسية واحدا من ابرز أبنائها  الذي  كان فارسا لا يشق له غبارا في مجال الكتابة الإذاعية . وقد لقب « بوالد شناب  » لان ذلك المسلسل الذي كتبه للإذاعة الوطنية التونسية نال نجاحا منقطع النظير وتواصل بثته طوال خمس سنوات خلال شهر رمضان المعظم .

 

 

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma