تأمل قرية الأطفال « س و س » محرس في احتضان 200 طفل إضافي مهدد أو فاقد للسند العائلي في غضون سنة 2021، فضلا عن الزيادة في كافلي أبناء القرية لبلوغ 700 طفل مكفول بما يمكن من ضمان استدامة واستقرار في المداخيل وبالتالي في ميزانية القرية.
كما تسعى القرية، وفق ما تم تأكيده خلال الجلسة العامة العادية لسنة 2019 للجنة دعم القرية المنعقدة مساء أمس الجمعة في مدينة صفاقس، إلى المضي في توجه إزالة الحواجز بين أطفال قرى « س و س » وباقي الأطفال في المدينة من خلال التعميم التدريجي لتجربة المنازل المدمجة في المحيط والتي « أثبتت نجاحها من حيث تحقيق نتائج أفضل في العناية بالأطفال من النواحي التربوية والنفسية والاجتماعية، وتيسير إدماجهم في الحياة الاجتماعية والدورة المهنية والاقتصادية »، حسب مدير القرية أشرف السعيدي.
من جهته، قال رئيس لجنة دعم قرية « س و س » محمد مقديش إن التحسن النسبي المسجّل في الوضع المادي هو الذي سمح للجنة الدعم، التفكير في توسيع مجال تدخلات القرية لتشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال المحتاجين للمساعدة، واشار إلى أن القرية التي تحتضن حاليا 395 طفلا (موزعين إلى 58 طفلا داخل منازل القرية و62 شابا داخل المبيتات و264 طفلا في أسرهم) لا تزال بعيدة عن مؤشر الاستجابة للحاجيات الكبيرة لخدماتها نظرا للعدد الكبير من الأطفال المهددين والفاقدين للسند الذين تعدهم المعتمديات والولايات الداخلية (تضم الجمعية التونسية لقرى « س و س » 4 قرى موجودة في كل من المحرس وأكودة وسليانة وقمرت).
ويعود التحسن في الموارد المالية للقرية، بحسب ما تضمنه التقرير الأدبي للجنة دعم قرية « س و س » محرس، إلى سلسلة من تظاهرات حشد الدعم لغاية تجاوز العجز المالي في الميزانية الذي فاق 500 ألف دينار والمتمثلة في عديد الأنشطة التحسيسية والإعلامية والرياضية والثقافية التي نفذتها اللجنة خلال سنة 2019 لدى عديد مكونات المجتمع المدني والمهن والقطاعات التي دعمت القرية بالتبرعات والمساعدات المادية، بحسب رئيس اللجنة.
ومن أبرز الأنشطة المنظمة، حملات جمع التبرعات المادية وجمع زكاة الفطر عن طريق الإرساليات القصيرة، ومعرض لمنتوجات أبناء القرية، وتنظيم ندوة صحفية للتحسيس بالضائقة المالية الخانقة والتي أثمرت تعاطفا وتفاعلا إيجابيا من عديد الهيئات الوطنية والدولية بما فيها الفدرالية العالمية لقرى « آس أو آس » التي كانت قررت وقف الدعم المادي للقرية، وفق ما ذكر به المدير الوطني الجمعية التونسية لأطفال قرى « س و س » فتحي معاوي
وشدد مغاوي في ذات الوقت على أنه بالرغم من تحسن المداخيل بشكل ملحوظ تبقى الحاجيات كبيرة بالنظر إلى حجم الطلبات على خدمات القرية لفائدة الأطفال الفاقدين للسند والأطفال المهددين بالإهمال جراء الأوضاع الصعبة للعائلات.
وتستعد اللجنة إلى تنظيم تظاهرة كبرى قبل نهاية السنة الحالية لحشد الدعم المادي وتوفير الموارد الكافية التي تمكنها من تغطية النفقات المستوجبة لرعاية الأطفال خلال السنة القادمة وتحقيق الأهداف المرسومة لها علما وأن حاجيات القرية مقدرة سنويا بما يزيد عن مليون و500 ألف دينار.
ومن أبرز المنجزات التي حققتها لجنة الدعم في المدة الأخيرة، تهيئة ملعبي كرة قدم (ستة لاعبين) وفضاء للألعاب الترفيهية لفائدة أطفال القرية ينتظر أن يقع الشروع في استغلالها قبل نهاية السنة الحالية، كما شرعت في إجراءات إحداث لإذاعة « واب » لفائدة شباب القرية في إطار إحكام ودعم الوظائف التربوية للقرية ومد جسور التواصل بين أبنائها والمجتمع وتمكينهم من فضاء إضافي للتعبير والإبداع.
وقامت لجنة دعم قرية « س و س » محرس خلال الجلسة العامة بتكريم فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين صفاقس-سيدي بوزيد « اعترافا منها بالمجهودات التي بذلها الصحفيون في دعم القرية ».