البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

ecole

نظام الافواج في المدارس يثير تخوفات الاولياء من تراجع التحصيل العلمي للتلاميذ ووزارة التربية تطمئن

يثير نظام الافواج في المدارس التونسية، الذي اعتمدته وزارة التربية منذ بداية السنة الدراسية 2020/2021، تخوفات لدى الاولياء من تراجع التحصيل العلمي لابنائهم خاصة امام تقلص الزمن المدرسي واضطرابه.
ويتم بمقتضى نظام الأفواج، الذي تقرر اعتماده بالتشاور بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي، تقسيم الأقسام بمختلف المستويات الدراسية إلى فوجين « أ » و « ب »، لتكون أيام الدّراسة طيلة الأسبوع مقسّمة بين الفوجين بالتناوب إذ سيدرس كل منهما ثلاثة أيّام في الأسبوع. ويرمي هذا الاجراء الى ضمان التباعد الجسدي، بحيث لا يزيد عدد التلاميذ في القسم الواحد عن 18 تلميذا، بما يمنع انتشار عدوى الفايروس.
وقد ادخل هذا النظام ارتباكا على العائلات التونسة بسبب اضطراب الزمن المدرسي، من جهة، ومعاناتها في مواكبة نسق تعلم أطفالها، من جهة اخرى، مما زاد من التخوفات بشان مستقبل التلاميذ التعليمي.
ويؤكد الاولياء، الذين استقت وكالة تونس افريقيا للانباء اراءهم، أن تأزم الوضع الوبائي في البلاد كانت له انعكاسات سلبية على الواقع المدرسي، كما احدث اضطرابا على البرامج الدراسية مما خلق لديهم حالة من عدم وضوح الرؤية بشان تواصل السنة الدراسية او انقطاعها وحول مستقبل أبنائهم المعرفي على المدى الطويل.
واعتبرت جميلة وهي موظفة لها أبناء يدرسون بالمرحلة الابتدائية، انه من الصعب اليوم استكمال البرنامج الدراسي في ظل قصر الزمن المدرسي، وباعتماد نظام الافواج مع احتساب العطل، وامكانية انقطاع الدراسة بسبب تواصل تفشي فيروس كورونا.
غير انها ابدت ارتياحها للاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية على المستوى الصحي (اعتمادها نظام الافواج والتخفيف من الاكتظاظ)، معتبرة أن التقليص في عدد التلاميذ يساهم في ارساء التباعد الجسدي ويقلص من انتقال عدوى الاصابة بفيروس كورونا.
وبينت ان الشيء الايجابي في اعتماد نظام الافواج هو تسهيل عمل اطار التدريس، اذ ستكون للمعلم او الاستاذ الفرصة للاهتمام أكثر بالتلاميذ وايصال المعلومة بنجاعة أكبر.
من جهتها، تعتقد درة، وهي موظفة بإحدى المؤسسات العمومية، أن نظام الافواج ساهم في عدم احترؤام مبدأ تكافؤ الفرص بين المجموعات في التحصيل العلمي، وذلك باحتساب الغيابات (التلاميذ او اطار التدريس) وأيام العطل.
وأوضحت أنها اضطرت الى تخصيص فترة الصيف لتسجيل ابنائها في دروس دعم من أجل استكمال الثلاثية الثالثة من السنة المنقضية غير انها لم تستطع تدريسهم جميع المواد نظرا للكلفة المادية الباهظة.
وشاطرتها عائشة، وهي ربة بيت، رأيها قائلة « لقد كنت مضطرة لتدريس ابنائي خارج اطار المدرسة وتسجيلهم في دروس دعم، وأنا أواصل ذلك على غرار العديد من من الاولياء الذي يسعون الى تلافي النقص المسجل على مستوى المدارس العمومية ».
وقالت: « أشعر أن مستوى ابنائي المعرفي لم يتطور، ولا أعلم مآل البرنامج الدراسي وهل سيتم إنهاؤه أم لا »، وقد عبرت عن تخوفها من الانقطاع الدراسي بسبب تطور الوضع الوبائي.
واعتبر رئيس الجمعية الوطنية للاولياء والمربين، مصطفى الفرشيشي، في تصريح لـ(وات)، أن نظام الافواج الذي تم اعتماده يناسب المربي، اذ يساعده على العمل بكل راحة غير انه مضر للولي اذ تتسبب هذه الوضعية للبعض من الاولياء في ارهاق مادي بسبب ايداع الابناء في المحاضن المدرسية بالنسبة للذين يعملون، الى جانب اعتماد دروس الدعم لتلافي النقص المسجل في المدارس.
وأوضح أن روزنامة الامتحانات التي تم اعتمادها بنظام الثلاثي فيها حيف للتلميذ الذي سيمتحن ولم يتم استكمال جميع محتويات البرنامج المدرسي المقرر، مع انعدام حصول مبدأ الانصاف وتكافؤ الفرص بين التلاميذ في ما يتعلق بدروس الدعم الامر الذي يولد أزمة ثقة لدى التلميذ المحروم منها وخرق للحظوظ المتساوية في الامتحانات والمناظرات الوطنية.
واقترح الفرشيشي ان يتم اعتماد روزنامة امتحان سداسية حتى يتم استكمال البرنامج الدراسي المقرر وان يتلافى المعلم او الاستاذ المرور السطحي على هذا المقرر بسبب ضغط الزمن المدرسي ورزنامة الامتحانات.
وفي إجابته على ما أثاره الاولوياء، والمجتمع المدني من تخوفات في هذا الخصوص، شدّد مدير عام التخطيط والدراسات ونظم المعلومات بوزارة التربية، بوزيد النصيري، في تصريح لـ(وات)، على أن نظام الافواج تم اعتماده في اطار بروتوكول صحي لضمان التباعد الجسدي وللوقاية من مرض كوفيد-19 ولضمان صحة التلاميذ.
وأوضح أن الاجراءات البيداغوجية المصاحبة جاءت في نسق يتلاءم مع المحافظة على التعلمات الاساسية والزمن المدرسي والمحتويات المقررة، مؤكدا ان ما اتخذ، في هذا الشأن، تم إعداده من قبل خبراء بيداغوجيين حرصوا على مراعاة الحاجيات التعليمية الاساسية للتلميذ.
وبيّن أن التلميذ سيمتحن على جملة البرامج المقررة التي تعلمها خلال السنة الدراسية الحالية، وان التحصيل العلمي للتلميذ لن يتضرر، مبرزا أنه في حال تواصلت السنة الدراسية الحالية دون انقطاع فانه سيتم اتمام البرامج التعليمية المقررة.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma