لبوابة الاذاعة : عبد الستار النقاطي
فقدت فرقة الاذاعة للتمثيل التابعة لمصلحة الدراما بالإذاعة الوطنية التونسية يوم السبت 11 جويلية 2020 واحدة من ابرز ممثلاتها وهي نبيلة بالشيخ التي وافاها الاجل المحتوم اثر مرض عضال عن سن 52 سنة …وكانت الراحلة قد صرحت لمجلة الإذاعة في الحوار الوحيد الذي اجري لها ونشر على اعمدتها في (العدد 32 ) نوفمبر 2011 في ركن » لقاء الأجيال حيث قالت : عشقت المسرح منذ الصغر عندما كنت اشارك في الحفلات المدرسية اخر السنة وبحكم عملي والدي في سلك الحرس الوطني تنقلت الى العديد من المدن والمناطق داخل لجمهورية وأتذكر ان اول دور تقمصته كان في مسرحية » طبيب رغم انفه » لموليار كان ذلك بطلب من استاذتي في الفرنسية » باتريسيا » وهي فرنسية الاصل وقد عرضت المسرحية في حفل الذي نظمه المعهد اخر السنة …
وإجابة عن سؤال حول كيفية التحاقها بفرقة الاذاعة للتمثيل قالت : كنت مغرمة بالاستماع الى المسرحيات والروايات التي كانت تبث عبر موجات الاذاعة الوطنية التونسية باللهجتين العربية الفصحى وباللسان الدارج ومنه عرفت عديد الاسماء من ممثلين ومخرجين ومؤلفي نصوص على غرار محمد بن علي وحسن الخلصي وعزالدين بريكة والزهرة فائزة وسلوى محمد والحطاب الذيب ومحمد ممدوح وغيرهم …وأضافت وقد اصبحت زميلتهم بعد ذلك بعد ان تقدمت بمطلب الى الادارة العامة لمؤسسة الاذاعة والتلفزة سنة 1994 قصد انتدابي بالفرقة وقد تمت الاستجابة لمطلبي وأجريت لي تجربة صوتية كللت بالنجاح والتحقت بعدها بالفرقة .
اما عن اول دور تقمصته في الفرقة قالت : أول عمل » الموريسكية » إخراج محمد المختار الوزير ثم « عروس الجبل » إخراج حسن الخلصي و »سهرة مع أبي خليل القباني » إخراج المنجي بن إبراهيم و »النار والزيتون » للمخرج نفسه واعتبر سي المنجي أستاذي في المسرح فمنه تعلمت قواعد المسرح الإذاعي والركحي …
فسألتها وماهو الفرق بينهما ؟
اجابت : لكل لون مسرحي منهما رونقه …إن كان المسرح الركحي يرتكز على أسس التعبير الجسماني وتقاسيم الوجه وغيرهما ، فان المسرح الإذاعي هو الاصعب لان الممثل مطالب بإيصال المشاعر والأحاسيس لكل دور يتقمصه من خلال صوته وإبداعه .
وبما ان اللقاء كان من خلال ركن » لقاء الأجيال « وكان الطرف المقابل الممثلة سلوى محمد سالت نبيلة : كيف تعاملت مع سلوى ؟
اجابت : هي ممثلة شاملة ما في ذلك شك ، فهي عصامية التكوين ساعدتها موهبتها التي صقلتها عبر عديد الفرق المسرحية وأولها فرقة بنزرت الجهوية للمسرح بإدارة محسن الزعزاع ، كم نشطت في المجال الرياضي والثقافي وقد شدت جمهور النظارة في التلفزة خاصة من خلال تقمصها الجيد لعديد الادوار التي مازلت راسخة بالذهن على غرار دور » حبيقة « … ومن خلال معاشرتي لها لمست فيها غيرتها على المسرح الاذاعي ومحبتها الجارفة له واعتزازها بما حققته الفرقة من نجاحات منذ تأسيسها سنة 1952علي يد أبي المسرح الإذاعي حمودة معالي …اما على المستوى الشخصي فهي امرأة « حديدية « وجدية جدا ولكن تلك القوة تخفي وراءها امرأة رقيقة وحساسة جدا …
اما سلوى محمد فقالت عن نبيلة : هي ممثلة اذاعية جيدة تتميز بصوت جهوري ساعدها على النجاح وهذا ما يتطلبه المسرح الاذاعي …
واختتمت اللقاء مع نبيلة بسؤالي : في التسعينات وحتى في بداية الالفية حصدت فرقة الاذاعة للتمثيل العديد من الجوائز الذهبية في عصر تقنيات الصورة وكثرة الفضائيات فهل هناك مسرحيات توجت وتقصمت فيها أدوارا ؟
اجابات : نعم اتذكر ذلك وبكل اعتزاز مسرحيات « سيدة الفجر » و » وسهرة مع ابي خليل قباني » للمخرج المنجي بن ابراهيم … » نظارات جدي » اخراج محمد المختار الوزير و »طرائف أبي طريف البغدادي » إخراج انور العياشي …ودمعة ام الاطفال اخراج محمد علي بالحارث وغيرهم …
