يشتكي عدد من مربي الماشية بولاية جندوبة، من فقدان بذور الذرة العلفية والدرع العلفي المعروف محليا بـ »السرغو »، وعدم توفره بالسوق المحلية نتيجة احتكاره من قبل بعض المضاربين، مطالبين وزارتي الفلاحة والتجارة بالتدخل العاجل لتوفير هذه البذور.
واعتبر عدد من الذين تحدثوا الى مراسل (وات) بالجهة، اليوم الخميس، ان موسم زراعة هذه الأنواع من الاعلاف الهامة في مجال إنتاج الحليب واللحوم، وخلافا للسنوات المنقضية، تأخر بشكل، بات ينذر بمصاعب كبيرة، لما ستتطلبه الزراعة عملية من كميات إضافية من مياه الري مقابل ضعف في انتاج الهكتار الواحد منها، كما ستلحق أضرارا بقطاع الماشية قد تصل الى مزيد التفريط في جزء هام منه.
وحسب بعض تجار التفصيل المنتصبين بكل من مدينتي جندوبة وبوسالم، فان سعر الدرع العلفي، بلغ اليوم الخميس، 7500 مليم للكلغ الواحد، أي بزيادة تقدر، حسب عدد من المزارعين، بنحو 40 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة.
من جانبه، أوضح عضو المكتب التنفيذي للنقابة التونسية للفلاحين، محمد نعمان العشي، أن العلف الأخضر يعد أحد البدائل الهامة والضرورية للحد من التوريد وما تتطلبه هذه العملية من توفير للعملة الصعبة، مضيفا ان زراعة الذرة والدرع العلفي وغيرها من الاعلاف ممكنة في بلادنا واقل تكلفة وأكثر إنتاجية، حسب تقديره.
وأعرب، في سياق متصل، عن خشيته من أن يكون التأخير الحاصل في توفير البذور، مرده « رغبة أطراف معينة الغاء هذا البديل الذي أصبح عدد هام من مربي الابقار يقبلون على زراعته »، على حد قوله.
وينتج الهكتار الواحد من الذرة العلفية الخضراء، كمية تناهز 60 طن خلال موسم زراعتها، والتي تدوم نحو 3 أشهر تقريبا وتشمل غالبا أشهر مارس، أفريل وماي، فيما يتجاوز انتاج الهكتار الواحد من الدرع العلفي المعروف محليا « بالسرغو »، والذي تدوم فترة انباته وجاهزيته للاستهلاك نحو 6 أشهر من الإنتاج، نحو 100 طن نصفها تقريبا يخزن لفترات الشتاء ونصفها الثاني، يقدم كغذاء اخضر للأبقار والاغنام بمعدل 30 كلغ يوميا للبقرة الواحدة.
وذكر المدير الجهوي لديوان تربية الماشية وتوفير المرعي، عبد الله التوايتي، أن قطاع الماشية بولاية جندوبة، يبلغ نحو 70 الف راس من الابقار بمختلف أنواعها، لافتا الى أن الجهة تساهم لوحدها بنحو 12 بالمائة من انتاج الحليب و7 بالمائة من انتاج اللحوم الحمراء.
يشار الى أن وزارة الفلاحة، كانت قد اقرت يوم 12 ماي الجاري، الترخيص لمربي الماشية باستيراد نحو 5000 راس من الاراخي المعدة للتربية من أجل انتاج الحليب وذلك بعد تسجيلها نقصا في القطيع.