البث الحي

الاخبار : متفرقات

covid-19-4960246

كوفيد – 19، الحرفيون يصارعون من أجل البقاء

حرم تفشي فيروس كورونا المستجد، منذ بدء انتشاره في تونس، زهاء 350 ألف حرفي تونسي من عملهم، ليجد هؤلاء أنفسهم، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، في صراع من أجل البقاء والاستمرار
« لقد تحولت حياتي في هذه الفترة من الحجر الصحي الشامل، إلى صراع من أجل البقاء والاستمرار، استنفذ مدخراتي حاليا من اجل تلبية حاجيات عائلتي »، هكذا أسرّت لنا أسماء مزوغي، صاحبة مشروع « آرتونسي »، وهي مؤسسة مختصة في اللباس التقليدي
وتعلمت أسماء، البالغة من العمر 46 سنة، منذ نعومة أظافرها، الحرفة بالممارسة، وكانت عند افتتاحها لدكانها الخاص بها في فيفري الماضي، بمدينة تونس العتيقة، مفعمة بالحماس لترى مشروعها يحقق إقلاعه
ولم تكن أسماء، كغيرها، تعرف ما يخبؤه القدر ، وتدرك الخسائر الاقتصادية التي سيخلّفها انتشار وباء كوفيد -19
وتتابع بنبرة مشحونة بالألم والغضب في تصريحها لـ »وات »، « لم يكن يدور بخلدي أن يكون لمثل هذه الأزمة، هذا القدر الكبير من الانتشار وأنّها ستحرمنا من قوت يومنا. ورغم هذه المحنة التي نعيشها فإنّنا لم نلق لدى أصحاب المحلات التجارية، أيّ تفهم لنا أو رأفة بنا، وواصلوا مطالبتهم بمعاليم الكراء »
وأردفت : »بين معلوم الكراء والأعباء اليومية، أكابد في التوفيق بينهما، حتى أنّي التجأت الى الشّبكات الاجتماعية لتحصيل بعض الملاليم، غير أنّ المبيعات ، تظلّ محتشمة، فالحريفات تفضّلن التّسوق في المحلات أين يمكنهن تجربة وقيس الملابس »
ولا تعتبر هذه الحرفيّة، التي كان عليها الاقتراض من مؤسسة التمويل الصغير « اندا تمويل »، للحصول على تمويلات لمشروعها، البيع عبر الشبكات الاجتماعية نعمة على الدوام لتقول « ليس بإمكاني عرض مجمل ابتكاراتي على الخط، لأنّ البعض يستفيد من ذلك من خلال الاستيلاء على أفكار الآخرين . لذا لا يمكن للحريفات المحتملات، الاطلاع على كل ما أقدّمه من منتجات »، وفق تفسيرها
وتشكو أسماء علاوة على الصعوبات المالية التي تواجهها مع مزودي المواد الأولية التي أضحت، حسب رأيها، مكلفة أكثر فأكثر
البنوك على مقعد الاتهام
لقد أثّر إقرار الحجر الصحي الشامل، يوم 22 مارس 2020، كأقصى إجراء لاحتواء انتشار كوفيد – 19، على قطاع الصناعات التقليدية ووضعه على المحكّ، وهو القطاع الذي يساهم بنسبة 5 بالمائة من الناتج الداخلي الخام الوطني، استنادا إلى الأرقام الرسمية
ووفق رئيس الجامعة العامة للصناعات التقليدية، صالح عمامو، فقد أحيل زهاء 350 ألف حرفي على البطالة الفنية « القسريّة » فيما اضطرت 800 مؤسسة يعدها القطاع الى تعليق أنشطتها
وكشف أنّ « الحرفيّين، باتوا غير قادرين على إعالة أسرهم بسبب نقص الموارد، ونتيجة الأعباء والقروض البنكية التي يرزحون تحتها. حتى أنّ حالة اليأس، دفعت البعض، إلى الانتحار »، وفق تصريحه
واعتبر عمامو أنّ الوقت حان، لتساهم البنوك بشكل كامل في الجهود الوطنية بهدف التخفيف من تأثيرا ت وباء كوفيد -19 على صغار الحرفيين والتجار
« كل القطاعات تتجنّد لتنقذ الاقتصاد الوطني، ولا يمكن للبنوك أن تتخلّف عن الانخراط في هذا الجهد. علينا أن ندرك أنّنا نعيش ظرفا استثنائيا، يقتضي إجراءات استثنائية »، وفق تقديره
وأضاف « في هذه الأوقات الصّعبة، يتحتّم على القطاع المصرفي مساندة الحرفيين من خلال منحهم قروضا بدون فوائد »
وفي حال عدم إمكانية تطبيق هذا الإجراء، من الممكن تخفيض هذه النسب، كما أشار الى ذلك مكرم زيتون، 46 سنة، مسير مؤسسة صغيرة للنّفخ التقليدي للزّجاج ، والتي تشغل بين 4 و5 أشخاص
 » البنوك مدعوة إلى مساندتنا من خلال منحنا قروضا تضمنها الدولة. اليوم، هذا هو السبيل الوحيد لإعادة دفع أنشطتنا » كم أكد هذا الحرفي الذي يعرض ابتكاراته للبيع في القرية الحرفية بالدندان
إجراءات دون مستوى الانتظارات
ورأى مكرم لدى تطرقه إلى الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لمساندة القطاع، أنّ المنصة الالكترونية « باتيندة نقطة غوف نقطة تي أن » لتقديم مطالب الانتفاع بالمساعدات الاستثنائية على الخط و الموجهة إلى صغار التجار والحرفيين والتجارة « لا ترتقي الى مستوى ما يفرضه الظرف الحالي » موضحا « أنّ هذه المساعدة المقدرة بقيمة 200 دينار ، تعد إهانة لمهنة الحرفي، متسائلا باستنكار: هل تعتقدون أنّ هذا المبلغ قادر على مساعدتي على دفع أجور عمّالي؟ »
وأفاد المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بالمنستير، كاظم مصمودي، أنّ إجراء دفع تأجيل أقساط القروض البنكية، الذي أعلنت عنه الحكومة، غير كاف لمساندة الحرفيين في هذه الأزمة، داعيا الى ضرورة تخصيص خط تمويل دون فوائد لهم
وأكد أنّه من العاجل، وضع برنامج يرمي إلى مزيد النهوض بالتجارة الالكترونية، وهو ما من شأنه ان يتيح للحرفيين تسويق منتجاتهم بشكل أيسر
لقد هزّ وباء كوفيد -19 سلبا كامل قطاع الصناعات التقليدية، بما فيها السوق الموجهة للتصدير التي وفرت ما قدره 80 مليون دينار سنة 2019، حسب المصمودي
ولتأمين انتعاشة هذه السوق، من الضروري، وفق قوله، تسريع النظر في ملفات الحرفيين المصدرين ومراجعة منح النقل التي يقدمها مركز النهوض الصادرات نحو الارتفاع
ويبقى الهدف، الآن خاصة، التفكير في آليات تمويل جديدة لفائدة قطاع الصناعات التقليدية والحرف الصغيرة، كما اقترح مجلس وزاري مضيق، انعقد الخميس المنقضي. وفي الانتظار على الحرفيين أن يتحملوا آلامهم بصبر

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma