البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

الاكتئاب

تغذية مناخ الثقة بين المواطن والسلطات ضروري لتجاوز الضغط النفسي الذي يتعرض له التونسيون بسبب فيروس كورونا والحجر الصحي العام

يتعرض التونسيون خلال هذه الفترة الى ضغوطات نفسية كبيرة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد واقرار الحجر الصحي العام، حسب ما أكده اليوم الجمعة الاخصائي في علم النفس، مؤسس المنصة الرقمية « احكيلي » للصحة النفسية، غيث السويسي.
وقال السويسي في تصريح ل(وات) ان فرض الحجر الصحي على المواطنين ومنعهم من التجول بصورة طبيعية قد أثر على الصحة النفسية لمختلف شرائح المجتمع التونسي، معتبرا انه من الضروري لتجاوز هذا الوضع الصعب، تغذية مناخ الثقة بين المواطن والسلطات في البلاد وخاصة وزارة الصحة وطمانة المواطنين بشان قدرتها على السيطرة على الأزمة الحاصلة بسبب هذا الوباء.
وأفاد الاخصائي في علم النفس ان منصة « احكيلي » تشهد ارتفاعا هاما في عدد المتصلين بمعدل يتجاوز 218 مكالمة يوميا منذ انطلاق الحجر الصحي الشامل في البلاد الذي اقره رئيس الدولة بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
واكد ان المنصة التي تمثل مركز نداء مختص في الصحة النفسية قد قامت بتركيز خلية أزمة تتكون من 8 أخصائيين نفسيين بهدف تحديد اليات التحسيس، والارشاد والتدخل لاحتواء الخوف الناتج عن انتشار فيروس كورونا والعمل على الحد من حالة الهلع الجماعي لدى المواطنين، مشيرا الى ان المنصة قد أقرت تعريفات منخفضة للمكالمات ومجانية للبعض.
وبين ان فيروس كورونا وما يمثله من خطر على صحة الانسان يثير لدى عامة الناس حالة من الخوف قد تتطور الى حالة من الذعر والهلع لدى البعض خاصة مع تواتر الانباء عن ارتفاع حالات الاصابة والموت بسبب هذا الفيروس سواء كان في تونس او في الخارج.
وقال ان النساء تعد الفئة الاكثر عرضة لهذه الضغوطات النفسية اذ تمثل المراة نسبة 77 بالمائة من المتصلين بالمنصة، مفسرا ذلك بالمسؤولية التي تتحملها المراة في ما يتعلق بالتعقيم والنظافة في البيت وهو ما يجعلها عرضة الى ضغوطات اضافية.
وأوضح ان المتصلين بالمنصة يتوزعون الى ثلاثة انواع يتمثل النوع الاول في شريحة من المجتمع يعانون قبل هذه الازمة من اضطرابات نفسية ويمنعهم الحجر الصحي العام من متابعة علاجهم وهو ما يجعلهم عرضة اكثر من غيرهم الى نوبات ذعر وهلع، ويشمل النوع الثاني فئات تعرضت في السابق الى اضطرابات نفسية وشفيت لكن مع الوضع الحالي عاودت الدخول في اضطرابات جديدة.
وتتعلق النوعية الثالثة من المتصلين بهذه المنصة بمواطنين صحتهم النفسية سليمة لكن ينتابهم شعور بالقلق والخوف باعتبار التهديدات التي يجدون انفسهم عرضة لها من الناحية الصحية او كذلك من الناحية الاقتصادية خاصة في ما يتعلق بعدم توفر القوت اليومي أو التخوف على مستقبلهم ومستقبل اولادهم الى جانب تواصل حالة الغموض في ظل تطورات الوضع العام في علاقة بالوضع الصحي في البلاد.
وقال السويسي ان الفئات ذات المستوى المعيشي المتوسط (الطبقة المتوسطة) هي الاكثر اتصالا بالمنصة بنسبة 58 بالمائة تليها الفئات الميسورة بنسبة 31 بالمائة، مضيفا انه في ما يتعلق بالمستوى التعليمي فقد توزعت الاتصالات على 58 بالمائة من اصحاب التعليم العالي و40 بالمائة من مستوى التعليم الاعدادي والثانوي.
ودعا المواطنين الى ان يكون مصدرهم الوحيد للمعلومة من السلط الرسمية وان يبتعدوا عن الشائعات والاخبار الزائفة التي تزيد من منسوب الخوف لديهم، موصيا بضرورة الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي واعتمادها فقط للتواصل مع العائلة والاصدقاء، باعتبارها تشكل في أكثر الاحيان مصدر قلق وتوتر، والاكتفاء بمتابعة نشرات الاخبار في وسائل الاعلام، مرة واحدة او اثنتين في اليوم حتى لا تزيد من الشعور بالقلق لديهم.
واعتبر انه على كل شخص، تنظيم حياته خلال فترة الحجر الصحي التي يمكن ان تطول، بصفة متوازنة واعتماد نظام غدائي متوازن، مبرزا ضرورة التحكم في منسوب الخوف الذي من شانه ان يضعف مناعة الانسان ويجعله عرضة للمرض وغير قادر على مقاومة الفيروس اذا اصابه.
وتعد منصة « احكيلي » للصحة النفسية مركز نداء متخصص في الاضطرابات النفسية تم اطلاقه خلال السنة الحالية ويتضمن فريقا متكونا من عدة اخصائيين نفسانيين من المستشفيات العمومية ومتطوعين منتمين الى منظمات وجمعيات متخصصة في مجال الصحة النفسية.
وتعتمد المنصة على التواصل المباشر مع المواطنين، وبالتحديد طالبي الخدمات النفسية من علم النفس السريري وعلم نفس المراهقة والطفولة والشغل، وغيرها من الاختصاصات النفسية في أي جهة وفي كل مكان عبر وضع خط هاتفي مباشر.
وتهدف خدمة « احكيلي » الى توفير الرعاية النفسية لكل التونسيين دون استثناء وبتسعيرة مناسبة عبر تيسير الحصول على خدمة المتابعة النفسية، خصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في اتجاه تغيير العلاقة بين الاخصائي النفسي والمواطن من خلال اعتماد تكنولوجيا جديدة للتواصل.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma