البث الحي

الاخبار : متفرقات

sahli

عبد المجيد الساحلي : عشقت الصحافة من خلال مطالعتي للصحف …

عبد المجيد الساحلي في الحديث الوحيد النادر له يقول : عشقت الصحافة من خلال مطالعتي للصحف …

لبوابة الإذاعة عبد الستار النقاطي

يعتبر الصحفي عبد المجيد الساحلي واحدا من أبرز الصحافيين في مجال الإعلام الثقافي رصدا ونقدا وقد لمع نجمه ليختص في النقد الموسيقي تحديدا وهي المادة التي كان تولى تدريسها في جل المعاهد الجامعية العليا مثل المعهد العالي للفنون الدرامية والمعهد العالي للموسيقى ومعهد الصحافة وعلوم الإخبار.
دخل مجال الكتابة النقـدية في الصحافة في زمن كانت فيه المنافسة على أشدها كما كانت الحركة الثقافية نشطة جدا ، ونجح في فرض اسمه بفضل علو كعبه في مجال الثقافة والمعرفة في المجال الموسيقى إلى جانب إطلاعه الدائم على المنجزات الفنية المعاصرة محلياً وعربيا، ومتابعة مستمرة لكـل جديـد على الساحة الفنية والثقافية .
وبعد أن وافاه الاجل المحتوم يوم السبت 15 فيفري 2020 بعد صراع طويل مع المرض ، ننشر في « بوابة الإذاعة التونسية » مقتطفات من الحوار الوحيد المطول الذي نشر على أعمدة « مجلة الإذاعة  » بتاريخ ماي 2015 بمناسبة احتفال المجلة السنة 56 لتأسيسها .
يتقن عبد المجيد الساحلي الكتابة بالعربية كما الفرنسية ، وكان بالإضافة إلي قدراته النقدية مؤرخا فنيا ، فإلى جانب كتاباته النقدية وتغطيته لمستجدات الساحة الفنية تخصص أيضا في كتابة وسرد سيرة الشخصيات الفنية في ركنه الشهير » شخصية في الذاكرة » الذي تواصل نشره في « مجلة الإذاعة والتلفزة  » لعدة سنوات كما أجرى طوال مسيرته المهنية العديد من الحوارات لأهم المبدعين التونسيين والعرب على غرار محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وردة الجزائرية وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل ورتيبة حفني وغيرهم…
عشق لصاحبة الجلالة …
ولد عبد المجيد الساحلي يوم 13 مارس 1943 بباب سويقة وبالتحديد في نهج الباشا بالعاصمة ودرس في الصادقية وتحصل منها على شهادة الباكالوريا في جزئيها العربي والفرنسي ثم التحق بوكالة تونس إفريقيا إبان تأسيسها سنة 1951 وكان ضمن الفوج الأول الذي ضم كل من عبد المجيد عطية وعلي الكاهية وكمال مبارك ومحمد علي بن سالم ، وقد كان هذا الأخير نابغة في الترجمة الفورية وخاصة خطب الرئيس الحبيب بورقيبة.
عشق عبد المجيد الساحلي « صاحبة الجلالة » منذ صغره ، عندما كان يطالع المقالات الصحفية في الجرائد التي كان يشتريها والده وعمه ، مثل  » الزهرة » والنهضة  » حيث كان يلتهم المقالات المتنوعة وخاصة كتابات الأديب علي الدوعاجي والصحفي عبد المجيد بوديدح وغيرهما… وسرعان ما تحول ذلك الإعجاب بتلك المقالات إلى رغبة في الكتابة والنسج على منوال الصحفيين الذين اثروا فيه أيما تأثير وأغروه بأسلوبهم وآسروه بتعاليقهم وتحاليلهم ، مثل الهادي العبيدي وصلاح الدين بن حميدة من (تونس) وحسنين هيكل وأنيس منصور من (مصر) وجورج خوري من ( لبنان) …
هكذا كانت البداية …
عندما بدأ عبد المجيد الساحلي يتحسس الطريق نحو الكتابة في الصحف كانت البداية بجريدة «  »le petit matin ثم جريدة la presse «  » أما أول جريدة كتب فيها باللغة العربية فهي « الصباح » عندما كان يترأس تحريرها الهادي العبيدي ثم كتب في صحف « البيان » وبلادي » و »الأخبار » ومجلة « الإذاعة والتلفزة « و غيرها من الجرائد والمجلات فضلا عن جريدة « العمل » التي حقق فيها سبقا صحفيا يذكره التاريخ يتعلق بوفاة المطرب علي الرياحي في المسرح البلدي.
شاهد على وفاة الرياحي …
تفاصيل تلك الواقعة الأليمة يرويها عبد المجيد الساحلي في الحوار الذي أجريته معه لفائدة مجلة الإذاعة »(1) فيقول:
 » كان المطرب علي الرياحي في مارس سنة 1970 طريح الفراش، وقد نصحه أطباءه بعدم الغناء، حتى تستقر حالته الصحية، وفي الأثناء اتصل به أحد أعضاء شعبة الشؤون الاجتماعية وكان رئيسها زكريا بن مصطفى وطلب منه إقامة حفلا لفائدة مشاريعها الاجتماعية، فوافق ورمى بنصائح أطبائه عرض الحائط وذهب لإحياء الحفل. كنت يومها في الصفوف الأمامية في المسرح البلدي بمعية مدير الجريدة الأستاذ صلاح الدين بن حميدة ورئيسي التحرير عبد القادر قزقز وعلي حويج والصحفي احمد القديدي المشرف على « القسم السياسي بالصحيفة وعزالدين المدني المشرف على « القسم الأدبي ». شرع علي الرياحي في الغناء بصفة عادية بحضور جمهور غفير بالمسرح البلدي بالعاصمة ولكنه أثناء أدائه لأغنية « تكويت وما قلت أحيت » ظهرت عليه علامات التثاقل، وبدأ يترنح فمسك في خيوط الميكروفون ثم في قصبة المصدح الحديدي، ثم سقط مغشيا عليه، وفيما كان هو يصارع الموت ظنه البعض يمزح وأمام ذهول الحاضرين حمله قائد الفرقة المايسترو عبد الحميد بن علجية، ثم أسدل الستار وسمعنا مدير المسرح آنذاك ينادي في الميكروفون إن كان هناك طبيب موجود في الحفل الالتحاق فورا بركح المسرح، ثم سمعنا صفارة إنذار سيارة الإسعاف التي حضرت وأخذته للمستشفى وأعلن في ما بعد خبر وفاته (رحمه الله)…وانفردت جريدة العمل بنشر تفاصيل الواقعة في مقال نشر من الغد وبفضله حزت جائزة تقدير سلمني اياها مدير الجريدة صلاح الدين بن حميدة الذي عرف بحبه الكبير للثقافة وتقديره للمثقفين والفنانين وله يعود الفضل في تأسيس أول ملحق ثقافي في تونس كلفت بالإشراف على القسم الذي يعنى بالموسيقى ، وكلف الرسام الكاريكاتوري علي عبيد برسم شخصية العدد للصفحة الأولى.
الكاريكاتور الذي اغضب بورقيبة …
ويواصل سي عبد المجيد حديثه فيقول : ذات مرة رسم علي عبيد رسما كاريكاتوريا للشاعر أحمد اللغماني في شكل (ثور هائج)، فاغتاظ الرئيس الحبيب بورقيبة من الرسم وقد كان معجبا شديد الإعجاب بهذا الشاعر الفذ… فنادى إلى اجتماع عاجل جمع أسرة تحرير الملحق الثقافي ومدير الجريدة، وفي البداية نوه بمستوى الملحق وبمحتواه من المقالات، ولكنه سرعان ما انقلب كلامه لوما ووجهه بالخصوص للرسام علي عبيد ثم حدق فيه مليئا وكان ذو نظرات ثاقبة ، وقال له (أنا نعرفك كنت تعمل في سلك الأمن فكيف تحولت إلى رسام كاريكاتوري؟… وكان لابد من كبش فداء، فتم الاستغناء عن خدمات الرسام علي عبيد و توقف الملحق عن الصدور لمدة عام وبعد أن عاود الصدور عاد إليه الرسام القدير علي عبيد. »
ناقد فني لا يشق له غبار
لم يتوقف عبد المجيد الساحلي عن الكتابة الصحفية إلا سنة 2010 بسبب المرض… وكما أسهم عبد المجيد الساحلي بالحوارات والمقالات في إثراء الصحافة الورقية فانه أسهم أيضا في إثراء الساحة الفكرية بمناقشة قضايا فن الموسيقى والغناء وتاريخه في تونس من خلال مشاركته في العديد من الندوات ، كما اشترك في لجان تحكيم المسابقات …
يوم السبت وافاه الأجل المحتوم يوم السبت 15 فيفري 2020 بعد صراع طويل مع المرض وقد دفن بمقبرة الجلاز، فألف رحمة على روحه الطاهرة .

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma