البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

جني الزيتون

صفاقس: صغار الفلاحين يطلقون نداء استغاثة لرئيس الجمهورية ومجلس نواب الشعب بغاية إنقاذ موسم جني الزيتون « قبل فوات الأوان »

أطلق عدد من فلاحي معتمديات منزل شاكر وبئر علي بن خليفة والصخيرة والحنشة وجبنيانة وصفاقس
الغربية في وقفة احتجاجية نفّذوها صباح الجمعة بدعوة من النقابة الوطنية للفلاحين أمام مقر ولاية صفاقس نداء استغاثة لرئيس الجمهورية ومجلس نواب الشعب حتى
يتدخلوا « لإنقاذ موسم جني الزيتون قبل فوات الأوان » وذلك على خلفية تواصل أزمة هذا القطاع والخسائر الكبيرة التي يتكبدها الفلاحون بسبب تدني سعر البيع مقابل
ارتفاع كلفة الإنتاج.
واعتبر نائب رئيس النقابة الوطنية للفلاحين فوزي الزياني في تصريح لصحفي (وات) على هامش الوقفة الاحتجاجية أن بقاء أكثر من 70 بالمائة من المحصول على
رؤوس الزياتين دون الجني إلى اليوم ونحن على مشارف نهاية شهر جانفي الذي يشرع فيه عادة في تحضير الموسم الجديد يلخص كامل الأزمة التي يمر بها هذا
القطاع الاستراتيجي ويؤكّد أن التدخل الذي قام به الديوان الوطني للزيت في الفترة الأخيرة لم يغير شيئا في الأوضاع ويبرهن على أن « هذه المؤسسة الوطنية التي بعثت
من عرق الفلاحين تتنكّر لهم في أزمتهم ».
وأكّد الزياني أن الكمية التي قام الديوان ببيعها من الزيت لا تتجاوز 154 طنا للمستهلكين الذين يخيرون التوجه اليوم للمعاصر لاقتناء الزيت بأسعار أقل من سعر الديوان
وهو 5600 مليم للتر الواحد وهو ما يؤكد مرة أخرى التدخلات غير المدروسة وتقوم على الارتجال وعدم الاستماع لآراء ومقترحات المهنيين، بحسب قوله.
واتهم الفلاح بمعتمدية منزل شاكر حميدة الميزوري من أسماهم باللوبيات التي تنخر القطاع وتسعى إلى تصدير الزيت التونسي بأسعار بخسة فتضطر الفلاح على بيع
منتوجه من الزيت ب3800 مليم للكيلوغرام الواحد للمعاصر والحال أن سعر التكلفة يصل إلى 6500 مليم وهو ما يعني « كسر عظام الفلاح أو الحكم عليه بالموت »
بحسب تعبيره.
هذا الفلاح الذي بلغت مصاريف الموسم عنده بأربعين ألف دينار لم ير أثرا لها في مداخله المأمولة من هذا الموسم إلى حد الساعة حذر من إتلاف صابة الزيتون « كما
أتلفت صابات القمح والتمور من قبل » إذا بقيت هياكل الدولة وبقي القائمون عليها ينظرون دون ردة فعل أمام ارتفاع المشط لكلفة الإنتاج ولا سيما خدمة الأرض والتسميد
والتقليم والجني والنقل.
واتهم المسؤولين القائمين على القطاع بالكذب في ما قطعوه من وعود لإيجاد حل للأزمة التي بدأت تعصف بالقطاع منذ سنتين دون أي بوادر لتحسن الوضع بسبب عدم
تحديد سعر بيع يتناسب مع سعر التكلفة وعدم اقتناء كميات من الفلاحين تشجعهم على القيام بعملية الجني والإعداد للموسم القادم الذي صار متضررا قبل أن يأتي جراء
مخاطر انعكاس بقاء الزيتون في الأشجار.
من جهته، عبر الفلاح علي بالواعر (منزل شاكر) عن عجزه القيام بعملية الجني حيال أزمة لم يعرفها من قبل في مسيرته الفلاحية منبّها من مخاطر انعكاسات هذا
الوضع غير المسبوق على حد تعبيره على قطاع واسع من الفلاحين في تونس وبالتالي على الأمن الغذائي والسلم الاجتماعية.
أما محمود بوشليق وهو فلاح صغير من معتمدية بئر علي بن خليفة، فقد أكد أنه لم يجن ولو حبة واحدة من زيتوناته بسبب انسداد آفاق البيع وارتفاع كلفة الجني ورفض
المعاصر قبول إنتاجه جراء الكميات المتراكمة لديهم من الزيوت. « لا أعرف ما أصنع وكيف أتصرف وتزداد حيرتي مع شبح الخسارة الذي يداهمني والذي لا يقل عن
80 ألف دينار أنفقتها من مالي وجهدي وعرقي »، يستغيث هذا الفلاح داعيا الرئيس قيس سعيد ومجلس نواب الشعب إلى التدخل الفوري أمام غياب وزارة الفلاحة ووزارة
التجارة وباقي الهياكل والمسؤولين في الحكومة وفق قوله.
وذهب الفلاح حمادي الكشو في توصيفه للوضع الكارثي الذي يمر به الفلاحون ولا سيما الصغار منهم إلى حد اعتبارهم « ضحية مؤامرة » تجعلهم « هم فقط من يدفع فاتورة
الأزمة الخانقة التي تعصف بالقطاع في حين يجد الآخرون ولا سيما أصحاب المعاصر والمصدّرون منافذ للهروب منها وتفادي مخلفاتها ».
ولم يحظ الفلاحون الغاضبون سوى بوعد من والي صفاقس أنيس الوسلاتي الذي استقبل عددا منهم بتبليغ مطالبهم من جديد للجهات المختصة وبدعوة الرئيس المدير العام
للديوان الوطني للزيت حتى يرفع من كميات الزيت المقتناة من المعاصر بما يساعد على حلحلة الأزمة وفق ما أفاد به نائب رئيس النقابة التونسية للفلاحين فوزي الزياني.
الزيّاني لخّص الحالة الراهنة وغضب الفلاحين قائلا : « إن الدولة بسلبيتها وعدم اكتراثها للوضع وعدم سماعها للفلاحين وهياكلهم هي بصدد ضرب واستهداف أهم منظومة
اقتصادية في تونس منظومة انتاج الزيتون التي تعد ثاني أهم مصدر للعملة الصعبة بعد السياحة ». وتابع « إن الحكومة كما استهدفت منظومات الحليب والدواجن، هي
تستهدف حاليا منظومة الزياتين بعدم حماية الفلاحين وعدم رصد الأموال الكافية للديوان الوطني للزيت الذي يفترض به أن يقوم بدوره التعديلي الذي بعث من أجله ».
وختم بالقول « إن الوقفة الاحتجاجية السلمية التي تعبر عن تحضر الفلاحين ورفضهم أسلوب غلق الطرقات والمؤسسات هي آخر الرسائل الموجهة للسلط العمومية حتى
تتدخّل ويضخ أموالا إضافية لديوان الزيت حتى يقوم باقتناء بعضا من الزيوت المتراكمة في المعاصر ويفتح باب الأمل من جديد أمام الفلاحين ليباشروا عملية الجني ووقف
نزيف الخسائر وإنقاذ ما أمكن إنقاذه ».
يذكر أن قطاع الزياتين في ولاية صفاقس يعد قرابة 60 ألف فلاح بين كبير وصغير 80 بالمائة منهم يملكون مستغلّات بأقل من 5 هكتارات وتساهم الجهة بحوالي 10
بالمائة من المساحة الجملية من الزياتين وبخمس الإنتاج الوطني من الزيتون كما تعد الجهة 400 معصرة لم يفتح الكثير منها أبوابه خلال هذا الموسم بسبب الأزمة ومنهم
من اضطر للغلق بعد أن فتح أبوابه في بداية الموسم.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma