سجّلت، بولاية سيدي بوزيد، منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية، 3 حالات انتحار في صفوف الاطفال في سنّ التمدرس، من بينهما حالتين بالمدرسة الابتدائية بـ »الزفزاف » من معتمدية سوق الجديد وحالة أخرى في معتمدية منزل بوزيان بمنطقة « نجوم الليل »، وفق ما ذكره اليوم الجمعة لـ(وات)، مندوب حماية الطفولة بالجهة، غسان دربالي.
وبيّن المندوب الجهوي للطفولة، أنّه تم التعهد النفسي بأطفال العائلات التي شهدت حالات الانتحار من قبل مندوبية حماية الطفولة ومتابعتهم وتمتيعهم بخدمات مؤسسات الطفولة المتوفرة بالجهة، وذلك بالتنسيق مع بقية الاطراف للقيام بدورها بهدف بحث العوامل الكامنة وراء إلتجاء هؤلاء الأطفال الى الانتحار.
وقد برمجت المندوبية كذلك، أنشطة تحسيسية حول ظاهرة الانتحار وأسبابها وكيفية معالجتها، فضلا عن كيفيّة التعامل مع ظاهرة التفكير فيها وطرق النأي بها عن الاطفال، بكل من المدرسة الابتدائية « الزفزاف » التي شهدت حالة الانتحار الثانية، وبدار الشباب بالمنطقة، على أن تتواصل هذه الأنشطة في الايام القادمة.
وأشار الدربالي، إلى أنه وقع إثر أول عملية انتحار شهدتها الجهة في شهر أكتوبر 2019 ، إحداث « خلية جهوية لمتابعة وضعيات ومحاولات الانتحار والحد من تفشي الظاهرة »، باشراف والي الجهة، تتكون من مختلف الاطراف والادارات ذات العلاقة بالموضوع، على غرار الادارة الجهوية للصحة ومندوب حماية الطفولة والمندوبية الجهوية للمراة والاسرة والطفولة وكبار السن ومندوبية التربية والادارة الجهوية للشؤون الاجتماعية.
وأوضح في سياق متصل، أنه وفي انتظار استكمال التحقيقات في وضعيات الانتحار، فإن الأسباب الاولية تعود، إما الى الحالة الاجتماعية والمادية للعائلة أو إلى الاخفاق المدرسي، الذي يقابل في بعض الحالات بردة فعل « عنيفة » من قبل أحد أولياء التلميذ.
في المقابل، تجدر الاشارة إلى أن التقرير السنوي للمرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لسنة 2019، كشف عن تراجع حالات الانتحار ومحاولات الانتحار بنسبة 6ر42 بالمائة وذلك مقارنة بسنة 2018، مبيّنا أن أعلى عدد من هذه الحالات تم تسجيلها في ولاية القيروان تليها ولاية قفصة وسيدي بوزيد ثم جندوبة والقصرين ونابل.