استقبل مركز تونس الدولي للحضارات « فاضل بن عاشور » بالمرسى اليوم السبت، الشاعر والمفكر السوري « أدونيس » الذي أشرف بمشاركة عدد من الأكادميين والشعراء التونسيين على تأثيث لقاء حواري بعنوان « التنوع الحضاري وسؤال المعنى » بإدارة الدّكتور محمد محجوب .
وقال مدير مركز تونس الدولي للحضارات حاتم الفطناسي في كلمته الافتتاحية إن الشاعر أدونيس هو رمز للفكر الحر، مشيرا إلى أن هذا المركز فضلا عن كونه مخبرا للبحوث والدراسات الحضارية ولكنه أيضا مكسب ثقافي حاضن للأنشطة الفنية والأدبية.
وسلط الشاعر والأكاديمي جميل بن علي الضوء على اسم المفكر السوري « أدونيس » المستعار والعلاقة الجدلية القائمة بين الهوية والإسم التي طرحها أدونيس في أكثر من مرة في قصائده الشعرية إذ يقول في إحدى الأبيات « بلغ بي الأمر حتى أكره تلك الهوية ».
وأشار جميل بن علي إلى رمزية اسم « أدونيس » الذي يحمل دلالات أسطورية مكثفة، حيث يعني أدونيس « أحد ألقاب الآلهة في اللغة الفينيقية » ،مضيفا في نفس السياق أن الشاعر السوري « أدونيس » يعطي للأشياء والموجودات أسماء أخرى في جل قصائده.
وتحدث الجامعي فتحي النصري عن « أدونيس » كشاعر معاصر تمرد على نماذج أسلافه في الشعر واقترب من الواقع والحياة في قصائده الشعرية التي طرح فيها أدونيس تساؤلاته الفلسفية والوجودية.
وقال الأكاديمي محمد صالح بو عمراني إن قصائد الشاعر السوري هي قصائد مبنية على الذاكرة أي التاريخ ، كما تمزج بين مرجعيات مختلفة ولكنها في الوقت ذاته هي ضد التاريخ.
وفي كلمته تحدث الشاعر والناقد المنصف الوهايبي عن شعر « أدونيس » الذي اعتبره مدرسة في تعليم الشعر العربي، إذ يوظف هذا الشاعر اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية.
وأشار أدونيس ضيف مركز تونس الدولي للحضارات إلى أنه قد بحث في التاريخ والموروث الإسلامي كمحاولة منه في البحث عن أجوبة لتساؤلاته العديدة من بينها « ما الإسلام الذي أنتمي إليه؟ « ما هي أهم القيم الانسانية الموجودة في الدين الاسلامي؟ » وغيرها..
كما نقد الشاعر السوري عبر مداخلته الأفكار المسلمة المتوارثة من جيل إلى جيل علاوة على جمود العقل عن التفكير والتدبير.
وأجمع أغلب الحاضرين في هذا اللقاء الأدبي الذي تم المراوحة فيه بين الشعر والفلسفة على أن الشاعر والمفكر السوري أدونيس يعد من أحد الأساطير الأدبية .
وجدير بالتذكير أن هذا اللقاء الأدبي الذي سبقته أمسية شعرية لأدونيس » يوم أمس الجمعة، يتنزل في إطار إنطلاق نشاط مركز تونس الدولي للحضارات.
