اكتشف فريق علمي في مركز ودارد لرحلات الفضاء، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن مذنبا غامضا دخل النظام الشمسي في الآونة الأخيرة، يحمل مياها غريبة، حيث أطلقوا عليه اسم المذنب البينجمي.
وأوضح علماء الفلك الذين قاموا بتحليل بيانات المذنب البينجمي أن المذنب محمر اللون مع نواة صلبة يبلغ قطرها نحو كيلومتر واحد، ويطلق بخار ماء مع اقترابه منا على بعد سنوات ضوئية، ويعد ثاني زائر غريب لنظامنا الشمسي، وهو مذنب لديه مياه متأتية من نظام نجمي آخر، منوهين بأن المذنبات الغنية بالمياه ليست فريدة من نوعها في نظامنا الشمسي، حتى أن هناك نظرية مفادها أن الكثير من مياه الأرض جلبتها إلينا المذنبات والكويكبات.
واستخدم الفريق طيفا ضوئيا لمراقبة نوع التركيبات الكيميائية التي أطلقتها الصخرة الفضائية، فوجدوا أن الماء ينفد من المذنب بمعدل 113 سبتيليون لتر من الماء في الثانية، وأنه كان مشابها بشكل غريب للمذنبات الأخرى، على الرغم من أنه جاء من مكان بعيد جدا، إلى جانب أنه يملك تركيبة متقلبة بدائية يعتقد أنها تعكس الظروف الموجودة في منطقة تشكيلها في قرص النجم الأولي.
كما يوفر المذنب البينجمي فرصة لأخذ عينات من التكوين المتقلب للمذنب الذي أتى من خارج النظام الشمسي، ويعزز الدراسات حول المذنبات المتطايرة لفهم العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث أثناء تكوين الكوكب، ومن المقرر أن يستمر الفريق في مراقبة المذنب على أمل أن يتوصلوا إلى أشياء جديدة تتعلق به قبل أن يقترب من الشمس في 8 ديسمبر المقبل.
ويفيد الاكتشاف الذي توصل إليه العلماء في أن أنظمة النجوم الأخرى من المحتمل أن تتشكل من خلال عمليات مماثلة لنظامنا، كما يمكن أن تحتوي على عوالم أخرى غنية بالماء، مما يتيح القدرة على دعم الحياة خارج كوكب الأرض.
الجدير بالذكر أن الفريق تمكن من استكشاف الزائر الثاني لنظامنا الشمسي في سبتمبر باستخدام برنامج كمبيوتر خاص مصمم خصيصا للعثور على كائنات بينجمية، في حين الصخرة الفضائية أومواموا تعد أول زائر بينجمي يتم اكتشافه في نظامنا الشمسي، مما يدل على أن المذنب البينجمي جاء إلى مجرتنا من مكان بعيد خارج درب التبانة.