أصدر المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية « مدونة الاصلاحات الاستراتيجية الكبرى »، التي تضمنت تشخيصا للواقع في عديد القطاعات ومقترحات حلول للمساهمة في تفعيل الاصلاح الشامل، من خلال مجموعة من الدراسات المتمحورة حول النهوض بالوضع التنموي والاقتصادي في تونس.

وقال رئيس المعهد ناجي جلول في افتتاح ندوة بالعاصمة خصصت اليوم الجمعة لتقديم هذه المدونة، أن الوضع الحالي في تونس يتطلب اجراء الاصلاحات الكبرى وعدم تأجيلها شريطة أن يتم تجسيدها لفائدة تحقيق المنفعة العامة للمواطنين، مؤكدا ضرورة أن يتم الالتقاء على تجسيد الاصلاحات الكبرى في مجالات تهم الصحة والتعليم والمؤسسات العمومية.

وذكر ان الهدف من اعداد المدونة يتمثل في تمكين الكفاءات التونسية المختصة من الادلاء بمقترحاتها في تشخيص الاصلاح الشامل، مشددا على أن المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، لايسعى من خلال اصدار هذه المدونة، الى تأدية وظائف مؤسسات أخرى رسمية أو غير رسمية.

وتبسط المدونة جملة من المقترحات أعدها باحثون وخبراء وأكاديميون في مجالات تشمل الاقتصاد والفلاحة والصناديق الاجتماعية والسياحة والتربية والتكوين المهني علاوة على التعليم العالي والصحة والرياضة والاعلام.

وأكد الخبير الاقتصادي منجي صفرة الذي ساهم في اعداد الجانب الاقتصادي للمدونة، أن انعاش الاقتصاد التونسي يتطلب اتخاذ اجراءين اثنين يتمثلان في اصلاح جبائي يرتكز الى ادماج الاقتصاد غير المنظم في الدورة العادية وتخفيف الأعباء الجبائية المسلطة على المؤسسات الناشطة في القطاع المنظم في حين يتمحور الاجراء الثاني حول اصلاح مجلة الصرف.

وذكر، أن نسبة الأداءات الجبائية على المؤسسات تناهز 30 بالمائة، مشيرا الى أن سن تنقيحات على مجلة الصرف سيمكن من انعاش السوق المالية في وقت لم يتقدم فيه نسق نمو الاقتصاد بنفس وتيرة نمو القطاع البنكي.

ومن جهته، أكد الوزيرالمكلف بمتابعة الاصلاحات الكبرى توفيق الراجحي لدى حضوره الندوة، أن تونس قطعت شوطا مهما في الاصلاحات في مختلف الأصعدة، ملاحظا وجود تطابق في الرؤى حول طبيعة الاصلاحات، ومؤكدا ان تطبيق هذه الاصلاحات عادة ما يستدعي التوافق بين كافة الأطراف ممثلة في الحكومة والمنظمات الوطنية والأحزاب.

وات