أكد وزير الداخلية هشام الفراتي، أنّ التقليص من ضحايا حوادث المرور، يقتضي حوكمة إدارة السلامة المرورية، وتعزيز الجهود في هذا الإتجاه، ضمن عمل تشاركي تتكامل فيه جهود هياكل الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمواطن لإنقاذ المزيد من الأرواح على الطرقات.
وأضاف الفراتي، لدى افتتاحه اليوم الجمعة بالمنستير، ندوة دولية تحت شعار « حوكمة وإدارة السلامة المرورية -التجارب والمقاربات »، أنّه لابّد من الإسراع بايجاد حلول تتلاءم مع الواقع التونسي، ومزيد تطوير الإستراتجية الوطنية للسلامة المرورية والجانب الوقائي والجزري في هذا الإتجاه، وإعداد قاعدة بيانات في الغرض، مؤكدا دور المنظمات والجمعيات المعنية بالسلامة المرورية في تقديم حلول ناجعة لبعض المسائل على غرار نقل العاملات.
وأكد حرص وزارة الداخلية، على تسخير كل الإمكانيات المُتاحة للحد من حوادث الطريق، عملا بالتوصيات المتعلقة بتحسين جودة السلامة والأمن على الطرقات، المنبثقة عن الحوارات الجهوية (أفريل الفارط) والحوار الوطني (3 ماي الفارط)، في إطار « أسبوع النقل » الذي انتظم بمبادرة من الحكومة.
وشدد على ضرورة التكامل بين المركزي والجهوي، عبر إيجاد ديناميكية جديدة للجان السلامة المرورية بالاستناد الى برامج علمية، والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة وايجاد حلول على مستوى البلديات، مثمنا جهود المنظمات ووسائل الاعلام في معاضدة جهود الدولة في هذا الإتجاه وتحسيس الرأي العام بضرورة التوقي من حوادث الطرقات.
من جهته، أبرز بلال الونيفي رئيس جمعية تونس للسلامة المرورية، حرص الحكومة على البحث عن أنجع الحلول لمعضلة حوادث الطرقات، معربا عن أمله في أن تنبثق عن هذه الندوة الدولية ورقة عمل علمية لإصلاح منظومة السلامة المرورية عبر العالم وتطويرها.
واعتبر أن الظرف الراهن يستدعي اعتماد آليات التصرف الرشيد والشفافية، وخلق تعاون مثمر بين الأطراف المتداخلة، بما يمكن من تكريس حوكمة تساهم في تطوير القوانين الخاصة بالطرقات والسلامة المروروية، حتى تكون متلائمة مع ما يشهده العالم من تطورات في هذا المجال.
كما دعا الى مزيد تطوير التكوين العلمي والعمل الميداني في هذا المجال عبر الاستئناس بالتجارب الناجحة، وتطوير هيكلة المرصد الوطني لسلامة المرور وإطاره القانوني، وإحداث هيكل جديد للسلامة المرورية تحت الاشراف المباشر لرئاسة الحكومة، وتمكينه من الصلاحيات اللازمة كسلطة عليا مستقلة.
وتعد حوادث المرور مرتفعة في تونس، وتشكل عبءا اقتصاديا على المجموعة الوطنية وتخلف خسائر بشرية هامة، رغم تسجيل تراجع نسبي في عددها خلال الفترة 2015-2018 بنسبة 18 فاصل 5 في المائة، وفي عدد القتلى بنسبة 14 فاصل 5 في المائة، وفي عدد الجرحى بنسبة 18 في المائة. كما تشكل حوادث المرور مشكلة عالمية فهي تتسبب في وفاة 1 فاصل 3 مليون شخص سنويا عبر العالم وإصابة ما بين 20 و50 مليون شخص سنويا.
وتتواصل أشغال هذه الندوة الدولية، التي تنظمها جمعية تونس للسلامة المرورية ووزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية ووزارة النقل ووزارة شؤون الشباب والرياضة وولاية المنستير، على مدى يومي 5 و6 جويلية الجاري بالمنستير، بمشاركة خبراء من تونس وفرنسا وبلجيكا ومصر والمغرب والسعودية والجزائر وعمان واليمن، وبحضور رئيس الاتحاد العربي للسلامة المرورية.