تم اليوم الخميس بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية، توقيع اتفاقية بين الوزارة والكنفدرالية الالمانية لمحو الامية وتعليم الكبار تهدف الى تعزيز التعاون من اجل تعليم الناشئة والكبار باعتباره احدى الاليات الاساسية لمحاربة الاقصاء والتهميش والفقر في كل جهات تونس.
واكد وزير الشؤون الاجتماعية، محمد الطرابلسي اهمية العنصر البشري في المقاربة التونسية لبناء الدولة منذ مطلع الاستقلال وتحقيق التنمية في شتى ابعادها، بما فيها التنمية الاجتماعية، وذلك عبر تكريس اليات القراءة والتواصل الاجتماعي والمهارات.
وذكر في هذا السياق بقانون الامان الاجتماعي الذي وقعت المصادقة عليه في شهر جانفي الفارط والمتعلق بمحاربة الفقر والتقليص من الامية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية بعيدا عن التمييز، مضيفا ان التمكين الاقتصادي رغم اهميته يستدعي ضرورة تعليم القراءة والكتابة والاعلامية لفتح الافاق وضمان التواصل بين الفرد ومحيطه الاجتماعي.
ولفت الى ان توقيع الاتفاقية تزامن مع مصادقة الحكومة خلال مجلس الوزراء المنعقد امس على الامر المحدث للمركز الوطني لتعليم الكبار كمؤسسة عمومية تتمتع بالاستقلال الاداري والمالي ستعمل في اطار مقاربة تشاركية مع القطاع العام والخاص والمجتمع المدني وفي اطار التعاون الدولي بهدف وضع سياسات جديدة من شانها تجاوز المفهوم السائد الذي يحصر محو الامية في الكتابة والقراءة لتشمل مجالات الاعلامية والمهارات الادائية التي يحتاجها الدارس.
واشار في هذا الاطار، الى انه من هذا المنطلق تندرج اتفاقية الشراكة الممضاة اليوم مع المنظمة الالمانية المختصة في مجال تعليم الكبار على مدى السنوات الثلاث القادمة (2019-2021)، بما استدعى الشروع في تكوين لجنة فنية مشتركة في مجال الاعلامية والاتصال قصد الاعداد لمنظومة اعلامية تمكن من مراقبة ومتابعة برنامج تعليم الكبار على المستوى الوطني والجهوي والمحلي ، وبالتالي تشخيص مكامن الضعف والتدخل للمعالجة واتخاذ القرار.
كما اعلن الوزير الشروع في تجهيز المراكز النموذجية بكل من ولايات سليانة ومنوبة والقصرين والقيروان وجندوبة وبن عروس بالتعاون مع الاتحاد الوطني للمراة التونسية ليقع تعميمها في وقت لاحق بكامل ولايات الجمهورية.
وافاد بانه سيتم تنظيم ورشة عمل تضم الاطراف المتدخلة في منظومة محو الامية وتعليم الكبار للتباحث حول اليات تنفيذها ،بما يحقق النجاعة المرجوة والعمل على التهيئة لعقد مؤتمر للمانحين في اقرب الاجال قصد توفير الاعتماد المالي لتمويل الانشطة والبرامج التي تتضمنها
وفي جانب اخر، نوه بالاستعداد الذي ابدته المنظمة العالمية الالمانية المهتمة بشان جمعيات تعليم الكبار لدعم تجربة بعث « جامعة التعلم مدى الحياة » ماديا ومعنويا، لافتا الى انه تم توفير مقر بورصة الشغل بتونس العاصمة كي يكون فضاء للجامعة ، حيث ستنطلق الوزارة في بداية اشغالها في مطلع شهر سبتمبر القادم.
ومن جانبه، قال مدير المنظمة العالمية الالمانية، « كريستوفر جوست » ان اتفاقية التعاون بين البلدين هي بمثابة قاعدة التزام لتعزيز منظومة تعليم الكبار والناشئة في البلاد التونسية وفي كل الجهات الداخلية دون استثناء.
واكد على اهمية ايلاء العناية لمسالة محو الامية وتعليم الكبار من طرف الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية وكل الوزارات ذات العلاقة من اجل انجاح تجربة التعاون وتعميمها بكل المناطق، وبالتالي تعزيز التعاون الهيكلي ومزيد تنمية هذا البرنامج المشترك.