قال الفنان المسرحي الفلسطيني أحمد أبو سلعوم إن المسرح الفلسطيني تبلور في العشريتيْن الأخيرتيْن وصار أكثر تنظيما وتأطيرا، رغم القمع والتضييق الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في لقاء نظمته الهيئة المديرة للدورة 20 من أيام قرطاج المسرحية، تكريما لفلسطين التي تسجل حضورها كضيف شرف في المهرجان، وذلك بحضور الثنائي أحمد أبو سلعوم وعرين العمري اللذيْن حظيا بتكريم المهرجان خلال سهرة الافتتاح يوم 8 ديسمبر الحالي.
وتحدّث أبو سلعوم عن حيثيات تأسيس المسرح ونشأته في فلسطين، ومراحل تطوره من سنة 1948 إلى الحقبة الحالية. وذكر أن المسرح الفلسطيني نشأ من خلال فن الحكي في المقاهي، ثم تلته حقبة مسرح السجون التي سبقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى وساهمت في التمهيد لها.
وأبرز أن العرض في السجون كان متبوعا باعتقلات تطال الممثلين في المسرحية، وهي حركة قمعية للتضييق على الفنون. وتابع حديثه قائلا: « لا يُسمح لنا برفع العلم الفلسطيني والحديث عن القضية ».
وبيّن أن مسرح السجون ومسرح الجامعات مهّدا للانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987. أعقبها الاحتلال الإسرائيلي بالتضييق على الفنون والتقليص من الأعمال المسرحية، من خلال الاستظهار الوجوبي بترخيص لإقامة العرض.
أما الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت سنة 2000، فقد أتبعها الاحتلال الإسرائيلي بالحدّ من تنقّل الفرق المسرحية في الداخل الفلسطيني. وأضاف: « فرض الاحتلال الإسرائيلي وجوبية الاستظهار بترخيص للعرض من سلطات الاحتلال المحلية في المدن الفلسطينية كالخليل، أما الفرق المسرحية في القدس فهي مجبرة على الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية الإسرائيلية.
ولم يُفوّت أبو سلعوم الحديث عن دور المرأة الفلسطينية في المسرح، حيث سجّل المسرح الفلسطيني بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية تزايد عدد النساء في المسرح الفلسطيني، مقارنة بالانتفاضة الأولى التي انحصر فيها دور المرأة على المقاومة.
وتحدّث عدد من الشبّان المسرحيين من فلسطين عن ضعف الدعم العمومي والخاص للأعمال الدرامية بشكل عام. وأشاروا إلى أن أغلب الدعم الموجه للفنون متأت من الخارج، ممّا يضع الفنان الفلسطيني أمام حتميّة الأمر الواقع وهو « اتباع أجندات خارجية مكرها ».