البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

mmenajwa

المذيعة نجوى اكرام … صوت الرقة والجمال

لبوابة الإذاعة التونسية: عبد الستار النقاطي

مرت هذه السنة الذكرى الثامنة لرحيل المذيعة القديرة نجوى إكرام التي عرفها مستمعو الإذاعة الوطنية التونسية بتلك الومضة التي انتشرت بين الناس خاصة في السبعينات والثمانينات وهي « العاشرة احترام الجار العاشرة احترام النائم …ومن احترم غيره فقد احترم  نفسه  » كانت تلك الكلمات تنساب من موجات أثير  » الراديو » بصوت جهوري هادئ جميل  فتجعل السامع يحب راحة الليل وهدوءه وسكينته … وصاحبة هذا الصوت الملائكي لم يعرفها الجمهور بتلك الومضة التحسيسية فقط بل بمشاركاتها في المسرح الإذاعي و ببرامج على غرار  » أغنية لكل مستمع » و « همسات الليل « و » ألف مبروك » الذي كان يبث صباح كل يوم احد وهو مخصص للاهداءات الغنائية …وننشر هذا المقال في بوابة الإذاعة التونسية ، التي احتفلت يوم 14 اكتوبر2018 بالسنة الثمانين لتأسيسها حتى يتعرف شباب اليوم على هذه المذيعة الكبيرة  التي تعتبر من الجيل المؤسس للاذعة الوطنية التونسية بعد الاستقلال .

و في حديث إذاعي سجله الحبيب جغام ونشرته مجلة الإذاعة في (العدد 27 ) في ديسمبر سنة 2008 قالت  الراحلة نجوى إكرام عن نشأتها وبدايتها « أنا أصيلة الجزائر وبالتحديد من منطقة سيدي عقبة بولاية قسنطينة ، كان والدي تاجر تمور وينتقل باستمرار بين والجزائر وتونس  ولما توفي ( رحمه الله) قررت والدتي السفر إلى تونس لجمع ما تخلد بذمة التجار من ديون ، ثم قررت الإقامة بالعاصمة ، فقطنا في البداية عند عائلة جزائرية الأصل في نهج الباشا ، ثم انتقلنا للسكن نهائيا إلى مدينة الزهراء بالضاحية الجنوبية للعاصمة « .

صدفة خير من ألف ميعاد …

أما بخصوص دخولها إلى الإذاعة قالت » ذات صيف من سنة 1951 كنت موجودة مع عائلتي على شاطئ الزهراء الجميل ، ودون أن أشعر كتبت على الرمال المبللة بمياه البحر اسمي (مبروكة العقبي حورية) فمر احد المصطافين فاثأر إعجابه ذلك الخط الجميل ، وكان من أقارب المذيع القدير محمد حفظي ، فاسألني خطك جميل  هل لك رغبة في العمل بالإذاعة ؟  فامتنعت في الأول خوفا من رد فعل المتزمتين ، ثم وافقت بعدان استمع إلى صوتي الإذاعي محمد حفظي  وأعجب به وشجعني كثيرا ثم قد قدمني إلى مدير البرمجة فأجريت تجربة صوتية قرأت من خلالها عدة نصوص فكللت التجربة بالنجاح « .

من قارئة نصوص إلى ممثلة …

وعن التحاقها بقسم التمثيل واختيارها من قبل المخرج حمودة معالي قالت » أعجب سي حمودة بصوتي وأخضعني إلى عدة تمارين على اللهجة الدرجة التونسية ، ثم شركني في عدة أعمال وقد مثلت إلى جانب محمد الهادي وتوفيق العبدلي ودلندة عبدو وجميلة العرابي والزهرة فائزة وعزالدين بريكة والحطاب الذيب ونعيمة  المهدوي وهي جزائرية ولكنها مولودة بتونس وما أتذكره عن المسرح الإذاعي أن المخرج حمودة معالي والمؤلف احمد خير الدين ذهبا معا إلى حي باب سويقة وحملا معهما كراسا دونا فيه مشاهدات حية استعملت بعد ذلك في شكل روائي « .

همسات الليل … مع نزار قباني …

وبخصوص البرامج الإذاعية التي قدمتها قال » يبقى برنامج  » همسات الليل » من إنتاج الشاعر مصطفى خريف من أهم البرامج التي قدمتها وكان عبارة عن فسحة شعرية ينتقيها سيدي مصطفى بعناية فائقة من قصائد الشعر العربي ، وكان ذلك البرنامج يجد صداه لدى مستمعي الإذاعة الوطنية ، وما بقي خالدا بذاكرتي هو أن الشاعر العربي الكبير نزار قباني لما زار تونس في منتصف السبعينات اقترح علي مشاركته قراءة الشعر في الأمسية الشعرية التي قدمها على ركح المسرح البلدي بالعاصمة ، وقد أبدى إعجابه بصوتي وبطريقة إلقاء القصائد في مقال نشرته الصحافة السورية ومما قاله : انه لم يلتق في البلاد العربية صوتا في مثل رقة وجمال صوتي ، وذلك أثلج صدري حقا « .

عودة المنيار …

في افريل سنة 2008 زارت المذيعة نجوى إكرام مقر الإذاعة التونسية فاستعادت العديد من الذكريات التي بقت راسخة بذهنها وقالت عنها بالخصوص  » تبقى الإذاعة التونسية هي أفضل إذاعة في العالم بالنسبة إلي فقد احتضنتني وصقلت موهبتي وعرفت من خلالها مذيعين منتجين كبارعلى غرار سيدي مصطفى خريف واحمد خيرالدين  وبوراوي بن عبد العزيز ومليكة بن خمسة وعادل يوسف ومفيدة زهاق ، ومازالت الإذاعة التونسية تزخر بالكتاب والمنتجين الجيدين القادرين دوما على تقديم الإضافة … كما اني لم أنسى ذلك اليوم الذي بعث لي مدير الإذاعة بصالح جغام والبشير رجب ليعملا معي في برنامج  » أغنية لكل مستمع  » « 

وبما أن الإذاعة التونسية لا تنسى أبناءها فقد تم تكريم الإذاعية الكبيرة نجوى إكرام في المهرجان الأول للإذاعة التونسية ( سنة من 70 سنة ) الذي انتظم في جوان سنة 2008 .

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma