لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي
بعد عرضه في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية ، تم يوم الاثنين 3 نوفمبر 2018 عرضه أمام الصحافيين في قاعة عمارالخليفي بمدينة الثقافة ، وسيعرض في القاعات بداية من يوم الأربعاء 5 ديسمبر الجاري … الفيلم تناول قضية الإدمان والمخدرات التي أصيب بها » فانتا » الذي يعيش على الهامش في قبو يقع ببناية مهجورة في وسط العاصمة …
وان احتاج المخرج نصرالدين السهيلي لفترة طويلة لتصوير هذا الفيلم من خلال خلال القبو الذي يعيش فيه هذا المدمن ، والذي يزوره صديقه « رزوقة » الذي يحاول بكل الطرق مساعدته للتخلص من الإدمان ، تارة من خلال الاتصال بأحد الاخصائيين في سوسة ، وطورا من خلال إجراء التحاليل وزيارة الطبيب ، ولكن هذه الصداقة المتينة تتحول أحيانا إلى عنف شديد إذ شاهدنا في الشريط « رزوقة » يعنف « فانتا » حتى بدون سبب ، كما أن المخرج تدخل أكثر من مرة لتوجيه شخصياته التي تعيش في قاع المجتمع وبلهجة غلبت عليها الألفاظ السوقية لحد البذاءة ، وهذا اختيار من المخرج لعله أراد بذلك « صدمة » المشاهدين لتبليغ رسالة الفيلم وهي معاناة المصابين التي تبدأ بتجربة لتنتهي بكارثة …فالشاب « فانتا » الذي شاهدناه في إحدى اللقطات يبكي بمرارة متأوها ومتمنيا الموت في حضن أمه قائلا : (جيت نجرب حصلت) بعد أن فشل في التخلص من الإدمان بالرغم من مساعدة الطبيب له خاصة بعدما منحه بمعية مصاب آخر هو » الناقة » فترة من العلاج في مدينة قربص ، كما يشاهد في لقطة أخرى من الفيلم وهو يستجدي المارة ، ومن ورائه حائط مكتوب عليه ( ثورة الحرية والكرامة ).
الشريط ليس تطرق إلى قضية هامة وهي تعاطي المخدرات ومعاناة المدمنين ، وهذا طرح جيد لان العديد من الشباب في عمر الزهور خسروا مستقبلهم وحياتهم من خلال (نزوة) ووجدوا نفسهم إما في السجن أو فريسة لباعة هذه السموم .