استنكرت الشّبكة التّونسية للصيد البحري التقليدي المستدام، القرارات المتخذة من طرف وزارة الفلاحة والموارد المائية والصّيد البحري والاّتحاد التّونسي للفلاحة والصّيد البحري، بتاريخ 28 نوفمبر 2018، والتّي اعتبرت أنّها « تعطل تطبيق إجراءات قانونية تحمي الثروة السمكية بخليج قابس والمنظمة لنشاط صيد مراكب الصيد الصناعي المستعملة للشباك المجرورة فوق قاع البحر ».
ووصفت الشّبكة، في بيان لها صدر،  الاثنين 03 ديسمبر 2018، القرارات المتخذة من طرف وزارة الفلاحة بأنّها « تصرف غير تشاركي للثروات السمكية الوطنية وهي انتصاب حوكمة تسلطية يسيرها أرباب الصيد الصناعي من خلال منظمة لا تمثل مصالح صغار الصيادين البحريين ».
ودعت الشبكة « جميع البحارة الغيورين على قطاع الصيد البحري بتونس الى الالتفاف حول منظمتهم الجديدة (الشبكة التونسية للصيد البحري التقليدي المستدام) الحريصة على ديمومة ارزاقهم امام خذلان الادارة وتواطؤها من المخربين اصحاب مراكب الصيد بالكيس الممنوع والجر في الأعماق القصيرة ».
وهدّدت الشبكة بالتّصعيد في صورة السّماح لمراكب الصّيد والبحري بالجرّ، بممارسة نشاطهم في أعماق دون 50 مترا أو عدم تفعيل منظومة المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية كما ينص على ذلك قانون الصيد البحري.
وحذرت الشبكة من تفشي ظاهرة الصيد البحري العشوائي في خليج قابس، الذي يعتبره المختصون محضنة المتوسط، بسبب عدم تطبيق الإجراءات الحمائية الخاصة بالخليج الواردة بقانون عدد 13 لسنة 1994 والمتعلق بتنظيم ممارسة الصيد البحري، مطالبة بعدم المساس بتلك الإجراءات.
ويعتبر خليح قابس، الذي يمتد على طول السواحل الجنوبية للجمهورية التونسية جنوب الخط المارّ عبر رأس كبودية (ولاية المهدية) ، من أغنى مناطق المتوسط من حيث تنوع الأحياء البحرية ووفرة الانتاج السمكي. وهو يتسم بمياهه الضحلة على امتداد مسافات شاسعة تصل الى 250 كلم من الساحل في بعض الاماكن لبلوغ عمق 200 م. وتوفر بيئته البحرية، بذلك، الظروف الملائمة لتكاثر ونمو عدة أصناف بحرية خاصة حول سواحل جزر قرقنة، لذلك يطلق عليه المختصون تسمية، محضنة المتوسط.
وشدّدت الشبكة في ذات لاسياق على إجبارية تركيز الجهاز الطّرفي على متن وحدات الصّيد البحري بالجر الذي يمكّن وسائل المراقبة البحرية من متابعة أنشطتها بالبحر، وتفعيل الإجراء المخول لأعوان المراقبة اعتماد المعلومات المتعلقة بمواقع وجود وحدات الصيد البحري التي توفرها الأجهزة الطرفية ومراقبة أنشطة مراكب الصيد البحري بواسطة الأقمار الاصطناعية.
ودعت إلى تحجير مرور وحدات الصيد بالجرّ عند وجودها بخليج قابس بمنطقة خاصة للصيد التقليدي واقعة غربي الخط الرابط بين رأس بورمادة بمنطقة الشفار ورأس الرمل بمنطقة جربة، مشيرة إلى أنها مخالفة من السهل معاينتها بواسطة جهاز المتابعة عبر الأقمار الاصطناعية.
كما طالبت الشبكة بتحجير الصيد بواسطة الشباك المجرورة جنوب موازي راس كبودية في الأعماق التي تقل عن 50 مترا مع مراعاة الأحكام الصادرة لتنظيم موسم صيد القمبري، مبينة أن هذا الإجراء يشمل منطقة الصيد الخاصة والمعروفة لدى الإيطاليين بتسمية « ماملوني ».
يذكر ان الشبكة تضم عدة جمعيات لصغار الصيادين البحريين ومقرها ميناء جرجيس (ولاية مدنين)