كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوس، الخميس بمجلس نواب الشعب، أن القرارات « الفعالة » التي تم اتخاذها للإصلاح منظومة التعليم العالي تعد الأولى من نوعها في تاريخ تونس.
وأعلن، في رده على تساؤلات النواب حول ميزانية الوزارة للسنة القادمة، أنه سيتم قريبا تقديم كتاب يحتوي على هذه القرارات وذلك بعد إتمام تدوين الصفحات الأخيرة منه، مشددا على أن جميع الأطراف بما في ذلك النقابات قد تم تشريكها في صياغة هذه الإصلاحات.
ولفت الى أن الوزارة شرعت فعليا في تنفيذ عدة إصلاحات فقد قامت باحداث 134 مركز مهن صلب الجامعات خلال السنتين الأخيرتين، بعد أن كان عددها 6 مراكز فقط، تتمثل مهمتها في تكوين الطلبة في مجالات تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل مثل اللغات والتكنولوجيات الحديثة وذلك بهدف تحسين تشغيلية الطلبة بعد التخرج.
كما راهنت الوزارة على حد قوله على مجال البحث العلمي صلب هذا الإصلاح حيث قامت بالترفيع في الميزانية المخصصة له بنسبة 51,5 بالمائة، مشيرا الى أن ميزانية مراكز ومخابر البحث أصبحت معروفة ومكشوفة ويقع ضبطها حسب معايير شفافة وترتبط اساسا بالإنتاج العلمي.
وبخصوص مشاريع البحث كشف أنها تخضع إلى تمويل تنافسي وذلك حسب مدى استجابتها لحاجيات البلاد وقد وقع إقرار إجبارية الشراكة مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي عليها.
وأكد خلبوس أن جميع النظم البيداغوجية (أمد والدراسات الطبية والدراسات الهندسية) تخضع حاليا إلى إصلاح عميق اذ يتم تنفيذ قرارات واصلاحات وقع اتخاذها بمشاركة 500 أستاذ جامعي، وقد تم تفعيل بعضها وسيتم تفعيل بالعض الآخر خلال السنة الدراسية المقبلة.
وبين أن الوزارة قامت بضبط عدة آليات لوضع حد لخرق القوانين وضمان عدم إفلات المتورطين في ملفات فساد من العقاب وفرض مزيد من الشفافية ،مبرزا أنه تم توقيع اتفاقية تعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ويقع حاليا التتبع الإداري لكل ملفات الفساد.
وقد تم في هذا الاطار وضع برنامج مشترك بين الوزارة والهيئة بتمويل قدره 100 ألف دينار لانجاز بحث حول ظاهرة الفساد يشرف عليه 80 باحثا من مختلف الاختصاصات وذلك بهدف مزيد درس كل التفاصيل المتعلقة بهذه « الآفة » وإيجاد الحلول الملائمة للتصدي لها.
وبين ان 250 طالبا تم تكوينهم بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ليكونوا سفراء النزاهة بجامعاتهم كما تم اطلاق ماجستير جديد في اختصاص مكافحة الفساد والحوكمة الرشيدة وذلك بهدف إنتاج ثلة من الإطارات المختصة في المجال والتي ستقدم يد المساعدة للدولة في إطار حربها ضد الفساد.
وشدد الوزير على أن ما تم تحقيقه خلال السنتين الأخيرتين في مجال إصلاح منظومة التعليم العالي يعد « مشرفا جدا » رغم أن الطريق مازالت طويلة مشيرا الى أن كل الجامعات التونسية دون استثناء تحسن ترتيبها العالمي خلال هذه الفترة القصيرة وتحتل بعض الجامعات تونسية مراتب مشرفة جدا.