البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

قاسم

الراحل قاسم كافي … بدأ لاعبا في كرة القدم …وفي الفن حصد الشهرة والنجاح من جيل إلى جيل …

لبوابة الإذاعة : عبد الستار النقاطي

أفاقت الساحة الفنية  صباح يوم الخميس 15نوفمبر 2018 على خبر وفاة الفنان التونسي الكبير قاسم كافي ، وقد تميز هذا الفنان بأداء الأغاني الشعبية  خاصة في المناسبات الخاصة والأعراس ، بل وفرض لونه الغنائي على الساحة لأكثر من  50 سنة ، وكانت آخر مشاركاته في مهرجان قرطاج الدولي في صائفة 2017 في عرض  » 60 سنة من الفن والموسيقى  » لشادي القرفي . وتعميما للفائدة ننشر أهم ما صرح به الفنان الكبيرقاسم كافي لمجلة الإذاعة والتلفزة في جويلية 1998 في ركن « أيام في حياتي »

حيث قال : ولدت بصفاقس يوم 5 أوت سنة 1945 ، وكنت منذ صغري مولعا بالغناء وبكرة القدم ، عكس التعليم والدراسة فقد كنت أتغيب أحيانا لأكثر من شهر عن المدرسة  وإذا حضرت فاني لا اهتم بما يجري في الدرس ، ومن غريب الصدف أني كنت من تلامذة المختار حشيشة وعبد السلام البش ولما انضممت إلى  الإذاعة  الوطنية  سنة 1978 وجدتهما يعملان فيها ، وبالتحديد في فرقة الإذاعة للتمثيل … ويضيف سنة 1960 انضممت إلى فريق سكك الحديد الصفاقسي وقد لعبت الكرة إلى جانب عزالدين شقرون والحبيب المصمودي ورضا ساسي ورؤوف النجار الذي لعب أيضا في النادي الصفاقسي ثم أصبح محاميا ثم وزيرا للشباب والرياضة …

من الرياضة إلى الفن …

 سنة 1961 وبما أني كنت مغرما بالغناء  استمع إلى صوتي الفنان احمد حمزة وأعجب بأدائي لأغنية  » رمش عينو اللي جرحني » للفنان المصري محرم فؤاد  ، و وبعدها سهل مهمة انضمامي للمجموعة الصوتية بإذاعة صفاقس ، ومنها انطلقت بعد أن سجلت لي الإذاعة أغاني « ياطاير في الجو العالي  » و « شهلولة  » بتشجيع ومساعدة من الفنان محمد علولو والشيخ  محمد بودية  ، ومن هنا بدأ اسمي في الصعود وكان البعض يلقبني بالكحلاوي وهو مطرب مصري معروف في ذلك الوقت .

من صفاقس إلى العاصمة …

وعن سر قراره التحول من صفاقس إلى تونس العاصمة قال : بعد أن تأكدت من نجاح أغاني وانتشارها في صفاقس  وفي مدن الجنوب ، وبدأت أتلذذ طعم الشهرة ، كما علمت من بعض الأصدقاء أن  صدى هذه الأغاني وصل إلى العاصمة وصار يرددها بعض الفنانين المقيمين بها ، فقررت الرحيل إلى تونس العاصمة والإقامة بها ، وأضاف : لم تكن  الطريق مفروشة بالورد مثلما ظننت ،  فقد تعرضت إلى العديد من المصاعب والعراقيل ولكني عرفت كيف اسلك طريق النجاح وتعلمت سر المهنة في ذلك الوقت الصعب ، أمام عمالقة الفن على غرار الهادي الجويني واحمد حمزة والهادي المقراني وعلية ونعمة وفتحية خيري وحسيبة والهادي القلال ومصطفى الشرفي وحسيبة رشدي وسلاف وزهيرة سالم وغيرهم …كنت أصغرهم ولكنني آمنت بقدراتي وعرفت كيف انحت اسمي بينهم  وأصبحت ( المطرب الأكثر طلبا) بفضل اللون الشعبي الذي اخترته والذي يعرف  « بالسهل الممتنع  » وعملت حتى في المطاعم و »الكباريهات » وقد عرفت أيضا كيف أحافظ على صحتي ، نظرا للمتاعب الصحية التي يسببها العمل إلى وقت متأخر من الليل في الأماكن المذكورة .

نجاح فعراقيل ومنع …

النجاح الذي حصده قاسم كافي خلف له أيضا العديد من العراقيل وعن أسبابها قال : ظلت صورة ذلك اليوم الذي عدت فيه من العاصمة إلى صفاقس اذرف الدموع بحرارة جراء منعي من السفر إلى الجزائر مع الفرقة الموسيقية لإقامة حفل كبير هناك ، وبالرغم من الألم  والمرارة التي شعرت بها ، لا إني تأكدت أن نجاحي كان سببا في عرقلتي … وأضاف وحكاية المنع من السفر لم تقف عند ذلك الحد ، بل تواصلت إذ تم تعويضي في المشاركة مع الوفد التونسي لإحياء حفل  » ألفية القاهرة «   بالفنان علي شلغم …

أنا مدين بنجاحي لمن عرقلوني …

واختتم حديثه بالقول : شهرتي في الميدان الفني تواصلت على مدى خمسة أجيال  وقد عرفت كيف أحافظ عليها ، وقد غنيت في القارات الخمس وتركت أفضل الانطباعات في كل الأماكن التي غنيت فيها في المغرب كما في المشرق وفي الخليج والبلدان الغربية ، والفضل في نجاحي يعود إلى إذاعة صفاقس ثم الإذاعة الوطنية التي احتضنتني وعملت في المجموعة الصوتية لفرقتها الموسيقية ، حتى أحلت على التقاعد الإداري كما أني مدين بنجاحي لمن عرقلوني أيضا ، لان إصراري على النجاح كان تحديا لهم ، ومن هذا المنطلق أصبحت ملحنا أيضا و لحنت لنجاة عطية ولعلياء بلعيد فقد تركت أكثر من 320 أغنية مسجلة ،  البعض منها ظلت ترافقني طوال مسيرتي ويطلبها الجمهور باستمرار مثل  » ليليري يامة » و  » عسلامة جيتي للا العروسة «   و »خويا صالح » … و »هالكمون منين يانانا  »…

فنان إلى آخر رمق …

و يبقى الفنان الراحل  قاسم كافي رمزا من رموز الأغنية التونسية ومن أبرز الفنانين الذين ذاع صيتهم في أداء الفلكلور التونسي كما ساهم في المحافظة على الموروث الغنائي والثقافي التونسي من خلال تقديمه  طوال مسيرته التي تواصلت لأكثر من 50 سنة لحوالي (600 أغنية) موزّعة بين التلحين والغناء ، وبالرغم من تقدمه في السن ظل مطلوبا من قبل الجمهور التونسي وخاصة الأعراس ، وكانت آخر مشاركاته في مهرجان قرطاج الدولي في (الدورة 53 ) من خلال العرض الموسيقي   » 60 سنة من الفن والموسيقى  » وقد أدى أغنيته الشهيرة « ليري يامة »التي تفاعل معها جمهور المهرجان بالرقص والتصفيق …رحل قاسم كافي ولكن أغانيه ستظل محفورة في الذاكرة .

 

 

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma