البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

في عينينا

« في عينيّا » لنجيب بلقاضي: رواية سينمائية حول العلاقة الإنسانية العميقة بين الأب والابن المصاب بمرض التوحد

العلاقات الانسانية داخل الأسرة عندما يكون أحد أبنائها يعاني من مرض التوحّد وطرح إشكال الاستمرارية والإصرار في مواجهة هذا المرض عبر جرعات مرتفعة من الرعاية والمحبة، تلك هي الفكرة التي اعتمدها المخرج السينمائي نجيب بلقاضي في فيلمه الروائي « في عينيّا » من بطولة الطفل إدريس خرّوبي ونضال السعدي وسوسن معالج وعزيز الجبالي و »آن باريس »، وإنتاج « بروباغاندا للإنتاج »، والذي قدمه اليوم الإثنين في عرض خاص بالصحفيين بفضاء مدار بقرطاج.
يروي الفيلم قصّة مهاجر تونسي يُدعى لطفي، يعيش بمدينة مرسيليا الفرنسية حيث حالفه الحظ هناك ليفتح متجرا لبيع الأجهزة الألكترونية، وهناك ينتظر لطفي رفقة زوجته الفرنسية « صوفي » مولودا، بيد أن حادثة مأساوية أجبرته على العودة إلى تونس ووضعته في مواجهة مع الماضي الذي هرب منه وهو ابنه يوسف الذي هجره في سنواته الأولى بعد أن علم بمرضه بالتوحد، وقد عاد إليه بعد غياب 7 دام سنوات.
استلهم المخرج نجيب بلقاضي فيلمه من صور مؤثرة للمصور الأمريكي « تيموثي آرشيبالد »، يحكي فيها نمط حياة ابنه الذي يعاني مرض التوحد. وسلّط الضوء بلغة سينمائية جميلة على مرضى التوحد كقضية إنسانية فرديّة.
وتؤكّد أحداث الفيلم على دور الأب في الاهتمام بالابن الذي يعاني التوحد. وقد بدأت هذه العلاقة بين الابن والأب في الفيلم، بالانفصال ثم تطوّرت الأحداث لتصبح علاقة تواصل من جانب واحد (الأب) وانتهت بالانسجام والتواصل من الطرفيْن. فيوسف ذاك الطفل الهائج، مضطرب السلوك، استطاع بمساعدة والده النطق والاندماج معه، في وقت يعتبر وجيزا. ولذلك حمل العنوان « في عينيّا » العديد من الدلالات، وهي الحب والاهتمام والعناية.
يؤمن نجيب بلقاضي بدور الأب في مساعد الابن على العلاج من مرض التوحّد، ولذلك اختار أن تكون الشخصية الرئيسية الأب الذي يرافق ابنه. وقد اعتبر في تصريح لـ (وات) بعد نهاية الفيلم، بأن « 50 بالمائة من الرجال إمّا يهجرون زوجاتهم أو يقدّمون قضايا طلاق عندما يكتشفون أعراض مرض التوحد على الابن »، وفق دراسة أجراها في هذا الموضوع قبل تصوير الشريط. وبالتالي فهو يدعو صراحة إلى إصلاح العلاقة بين الأب والابن المتوحد.
ولم يكتف نجيب بلقاضي بطرح المشكل فحسب، وإنما ضمّن الفيلم بمجموعة من المقترحات هي عبارة عن تمارين يمكن القيام بها لتحقيق التواصل مع هؤلاء الأطفال عن طريق تحفيز انتباههم (اللعب مع الأضواء الملونة ، والاتصال الجسدي لمساعدتهم على أداء الإيماءات يوميا…).
ولئن لم ينف المخرج دور مراكز التأهيل المهتمة بمرض التوحد، فإنه جعل من دور العائلة مهمّا في علاج هذا المرض، ولذلك لم يحز الفيلم إلا على مشهديْن في مركز التوحّد، مقابل تركيز عدسة الكاميرا على الأب والابن معا طيلة الفيلم.
يحرّك شريط « في عينيّا » مشاعر الذنب والحسّ الأخلاقي في الأب، إذ لم يعد لطفي تلك الشخصية العنيفة كما بدت في المشهد الافتتاحي للفيلم، وإنما أيقظ الفيلم الجانب الإنساني فيها لتكون هذه الشخصية نقطة مضيئة في الفيلم وتساعد ابنها على التغلّب على المرض.
تكمن طرافة الفيلم في بعده العميق لتناول قضية اجتماعية فرديّة هي مرض التوحّد، بعد أن طغت على السينما التونسية، بعد 14 جانفي 2011، القضايا الجماعية المتعلّقة بالفقر والتهميش والبطالة والهجرة غير الشرعية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الشريط سيتم عرضه في أيام قرطاج السينمائية 2018، ضمن المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة. وسيكون الشريط متاحا في القاعات السينمائية يوم 11 نوفمبر القادم، وستخصّص عائدات التذاكر بكلّ القاعات لفائدة مراكز علاج التوحد في تونس.

وات

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma