يواصل كافة أولياء تلامذة المدرسة الإبتدائية الخيمة بعمادة مشرق الشمس الواقعة تحت سفح جبل سمامة في سبيطلة من ولاية القصرين لليوم الثاني على التوالي، منع أبنائهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، وذلك احتجاجا على إعتماد نظام الفرق هذا العام بمدرستهم، ولعدم ايفاء المصالح المعنية بالمندوبية الجهوية للتربية بالولاية بوعودها تجاههم.
واوضح أحد الأولياء والناشط بالمجتمع المدني بمشرق الشمس الأزهر عيّة ان من ابرز المطالب التى لم تقع الاستجابة اليها « تهيئة وصيانة دورة مياه المدرسة المحدثة منذ ثمانينات القرن الماضي، وتسيّج المدرسة لحماية التلاميذ من خطر مداهمة الحيوانات البرية، ومخاطر الإرهاب والطريق وبناء قاعة إنتظار تقيهم من الحرّ والبرد ومطعم لتقديم لمجة، باعتبار بعد مساكن التلاميذ عن المدرسة (تتراوح بين 2 و5 كلم) « .
وبين في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة أن « التحرك الاحتجاجي سيتواصل إلى حين استجابة مندوبية التربية لمطالبهم، وخاصة المطلب المتعلق بحلّ نظام الفرق الذي يشمل السنتين الأولى والثانية والسنتين الثالثة والرابعة، نظرا لمساهمته في تعطيل عملية الاستيعاب والفهم وتدهور المستوى التعليمي لأبنائهم » وفق تصوره.
واضاف ان هذا الإجراء « يعدّ اجحافا في حق أبنائهم المحرومين من رياض الأطفال والكتّاب والأقسام التحضيرية لا لشئ فقط لأنهم يقطنون في منطقة جبلية نائية تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم ».
وقال في سياق متصل إن « هذا التحرك الاحتجاجي ليس الأول من نوعه بل سبقته عدة تحركات في السنوات الماضية من وقفات احتجاجية واعتصامات داخل المدرسة، واخرها تحرك سبتمبر المنقضي المماثل لتحرك هذه السنة، والذي سرعان ما تم فكه من قبل السلط الجهوية والمحلية ومن قبل مصالح مندوبية التربية بعد تعهدهم بايلاء الأهمية اللازمة للمطالب وبرمجة تدخلات لتحسين البنية التحتية المتردية، غير أننا تفاجانا هذا العام، ببرمجة نظام الفرق بالمدرسة وضرب مطالبنا بعرض الحائط « .
ومن جهته افاد المندوب الجهوي للتربية بالقصرين منصف قاسمي في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة أن « مندوبية التربية لم تتمكن من ادراج مدرسة الخيمة هذا العام ضمن مشاريع التدخل لتحسين بنيتها التحتية باعتبار أنه هناك بعض المدارس الأخرى ذات أولوية وتحتاج إلى تدخلات عاجلة »، واكد أن ذلك « لا يعني أن مدرسة الخيمة لن يتم إدراجها ضمن برامج تدخل المندوبية بل سيتم العمل على تطوير بنيتها التحتية فور توفر الإمكانيات اللازمة لذلك » .
وبخصوص نظام الفرق، أوضح أنه « إجراء قديم وليس بجديد ويتم اعتماده للضرورة البيداغوجية، وعدد التلاميذ المتوفرين في الفصول »، واكد أن « مصالح المندوبية ستحاول التفاعل مع مطالب الأولياء في إلغاء نظام الفرق سواء بمدرسة الخيمة أو غيرها بالجهة إذا ما توفر الحدّ الأدنى من التلاميذ لفك نظام الفرق »، وبين ان « العملية ما تزال قيد الدرس، وسيتم إيجاد الحلول المناسبة لضمان حق التلميذ في التمدرس في أفضل الظروف ».
يذكر أن مدرسة الخيمة تضم حاليا ما يناهز 55 تلميذا وتلميذة و5 معلمين ومدير وتضم الفصول المعتمد فيها نظام الفرق 17 تلميذا وتلميذة في كل فصل .