البث الحي

الاخبار : أخبار الاذاعة

rt-80-ans-logo

شيئ من تاريخ الإذاعة التونسية فى الذكرى الثمانين لتأسيسها

لبوابة الإذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي

احتضن أحد الفضاءات الثقافية بالعاصمة  يوم الثلاثاء  24 سبتمبر 2018  أمسية نظمتها جمعية  »  قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية  » بمناسبة الاحتفال « بثمانينية  » الإذاعة التونسية ، وحضرها  جمع غفير من أبناء الإذاعة التونسية والتلفزة التونسية  من المباشرين والمتقاعدين والمنتجين  ممن سبق لهم إعداد وتقديم  العديد من البرامج الإذاعية والتلفزية ، بالإضافة إلى بعض المديرين العامين السابقين .

  الأمسية تضمنت مداخلة للأستاذ عبد العزيز قاسم  الذي شغل سابقا خطة المدير العام للإذاعة والتلفزة التونسية حول « الإذاعة التونسية من التأسيس إلى البناء » من سنة 1938إلى بداية الاستقلال كانت المداخلة ثرية بالمعلومات وقد اكتشفها جل الحاضرين لأول مرة ، فقد تحدث الأستاذ عبد العزيز قاسم عن البدايات وخاصة بعد تأسيس « إذاعة تونس البريدية  » في 14 أكتوبر 1938 ، إذ لم تكن محبة في تونس المستعمرة مثلما ذكر بل جراء هيمنة إذاعة برلين الألمانية  خاصة في عهد الزعيم النازي هتلر على المستمعين العرب وخاصة برامج المذيع العراقي يونس بحري ، بالإضافة إلى استقطاب إذاعة « ايطاليا الفاشية  » في ذلك الوقت للمستمعين التونسيين ، وقد أكد المحاضر ان الإذاعة كانت وقتها مرتبطة مباشرة بسلطة الاحتلال الفرنسي وعمل فيها العديد من الإذاعيين التونسيين على غرارعثمان الكعاك اول مدير للقسم العربي ، ونورالدين بن محمود الذي أطنب في ذكر سيرته المهنية  فقد أكد انه هو من شجع كثيرا الأغنية التونسية وفرقة الرشيدية كما اهتم  بالكثير من المثقفين التونسيين خاصة من جماعة تحت السور على غرار عبد الرزاق كرباكة  وعلي الدوعاجي والشاعر أبو القاسم الشابي  وغيرهم  ، كما ابرز خصال  الإذاعي الكبير المرحوم عبد العزيز العروي وقد  شدّد على قدرته الفائقة في الكتابة  » بالدارجة » وقدرته أيضا على شد المستمعين لحكاياته الإذاعية الشيقة  ولأسماره التي اشتهر بها لدى الجمهور الواسع  إلى جانب نقده اللاذع للمظاهر السلبية ،  وقد عرفت وقتها عبارة « اشكي للعروي » حيث كان عديد من المستمعين ينتظرونه أمام مبنى الإذاعة في شارع الحرية للسلام عليه عند الدخول أو الخروج ، أو لتقديم شكوى له من بعض المظالم التي يتعرضون إليها، وكانت السلطات التونسية في ذلك الوقت تخشى لسان عبد العزيز العروي ، خاصة وهو بارع في الكتابة باللغتين العربية والفرنسية وأضاف أن العروي  كان يرفض أن ينظر إليه احد أثناء تقديمه أحاديثه الإذاعية في « الأستوديو » حتى ليتفطنوا إلى كونها غير مرتجلة بل مكتوبة و بالتفاصيل.

 وأشار المحاضر إلى آن العديد من التونسيين طلبوا آن تفتتح الإذاعة بثها اليومي بالقرآن الكريم وقبلت السلطات الفرنسية الاستعمارية  ذلك وهو ما دفع إذاعة « بي بي سي » في بريطانيا إلى أن تقوم بنفس الدور…  وتخلص الأستاذ عبد العزيز قاسم في حديثه  محاضرته عن التأسيس والبناء ليروي بطريقته  التي فيها الكثير من « الضمار »  طرائف حدثت  له مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، الذي أكد انه  كان مستمعا جيدا للإذاعة وان بعض البرامج وبعض التعاليق إذاعية لم ترق له  ،  وخاصة  نص التعليق الذي كتبه المذيع القدير عبد العزيز الرياحي  وانتقد فيه بشدة أمريكا وهيمنتها على العالم ، وقد أثار ذلك الرئيس الحبيب بورقيبة لحد الغضب ، وقد خاطب المذيع مباشرة وبحضوري قائلا : عندما استمعت إلى التعليق المثير ظننت أنني استمع إلى إذاعة أخرى غير الإذاعة التونسية وأوصى بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء ، مشددا على الكتابة بحرفية في إذاعة مفتوحة للملايين ، وأضاف كما حدثت  بعض الأشياء الأخرى في البرنامج يوم سعيد وأوصى الرئيس بعدم تكرارها … وابرز المحاضر أيضا دور الإذاعات الجهوية وقربها من المواطن واهتمامها بمشاغله ، وأشار إلى أن انبعاثها كان بحرص من الدولة التونسية التي شعرت آن سكان المناطق الجنوبية بالخصوص كان لهم ميل جارف إلى الاستماع إلى برامج الإذاعات الجزائرية والليبية .

  وفي ختام محاضرته  تحدث الأستاذ عبد العزيز قاسم عن مساحة الحرية التي كانت موجودا في إذاعة تونس الدولية « RTCI « وخص بالذكر الاختيارات الموسيقية والبرامج الثقافية ، وعلى سبيل الذكر برامج الحبيب بالعيد ودنيا الشاوش التي كانت حاضرة أيضا والتي قال انه قدم معها احد البرامج في الإذاعة نفسها ، وأكد المحاضر أن مجال الحرية في هذه الإذاعة كان أوسع من الإذاعة الوطنية التي كانت تتابع برامجها جميع في فئات المجتمع ، أما إذاعة تونس الدولية فكانت إذاعة نخبوية  ، وقال في نهاية المحاضرة انه بصدد إعداد كتاب  سينشره حول العديد من الطرائف التي حدثت له مع الرئيس الحبيب بورقيبة .

 وبعد ذلك فتح باب النقاش وتدخلات بإدارة الإذاعي صالح بيزيد وعضو « جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة  » فسح المجال فيه  لبعض الحاضرين ممن طلبوا الكلمة ، وتمحورت  التدخلات القصيرة حول دور الإذاعة وعلاقتها  بالسلطة  وهيمنة التلفزة عن الإذاعة ، إلى جانب  مداخلات أخرى تحدث فيها السيد محمد عبد الكافي مدير إذاعة صفاقس والتلفزة سابقا وركز فيها  بالخصوص على الدور الذي لعبته الإذاعات الجهوية ، ومداخلة أخرى للمنشط الحبيب جغام ركز فيها على ضرورة  استعمال اللغة العربية في الإذاعة والحبيب بلعيد الذي تحدث عن هامش الحرية في إذاعة تونس  الدولية.

لقد كانت محاضرة قيمة  تحدث فيها الأديب والشاعر عبد العزيز قاسم والمدير العام السابق للإذاعة والتلفزة في الثمانينات ، عن تاريخ الإذاعة التونسية  وعرف كيف يشد إليها الحاضرين بطريقة فيها الكثير من الحرفية و »الضمار  » ، وكانت فرصة للأجيال الجديدة من الصحافيين والإذاعيين ليستمعوا إلى معلومات مفيدة وأشياء وطرائف قيلت لأول مرة .

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma